14 سبتمبر 2025
تسجيلأتابع باهتمام كبير مباريات المونديال التي طيرت النوم من عيوننا، وكلما غلبنا النعاس نتذكر أن أمامنا وجبة كروية دسمة قد لا تتكرر ولا أحد يقول لي أن هذه المباريات تعاد مرتين أو ثلاثا، لأن متعة المشاهدة تكون في البث المباشر، وبقدر متابعتي لكل المباريات إلا أنني لم أشعر بأن مونديال البرازيل أفضل من النسخ الماضية بل أعتبره أقل بكثير.نسخة البرازيل لم تقدم أي موهبة حتى الآن ولم يظهر نجم جديد في ساحة المونديال بل لم نجد من يرجح كفة فريقه باستثناء ميسي في الأرجنتين ونيمار من البرازيل، بل أن شعار المونديال للمنتخبات الصغيرة التي بدأت تناطح الكبار وتثبت أن الكرة في الملعب، فأطاحت بالإسبان بطل النسخة الماضية والانجليز الذين اخترعوا كرة القدم وغيرهما من المنتخبات الكبيرة التي لم يتوقع أحد أن تخرج مبكرا لدرجة أن الكثير كان يرشح إسبانيا للنهائي والاحتفاظ باللقب.لم أشعر بحلاوة كرة القدم التي كنت أنتظرها باستثناء مباراة ألمانيا وغانا وهو صراع بين الكبار والصغار، نعم هناك مباريات كثيرة بها فكر تكتيكي من المدربين على أعلى مستوى ولكننا لم نتابع المونديال كي نشاهد خططا دفاعية وأخرى هجومية ولكن من أجل هدف واحد وهو الإثارة والمتعة والأهداف الجميلة.أعجبني مقولة أحد أصدقائي الذي قالها ونحن في المجلس نتابع المباريات بأن كأس العالم هذا العام هو مونديال الفرجان ورغم أنني انفجرت من الضحك إلا أنني فكرت فيما قاله صاحبي وهو لسان حال الكثير من مشاهدي كرة القدم في كل أنحاء العالم ورغم ذلك لا نتردد في متابعته وننتظر دائما الجديد فيه.وطرحت السؤال على نفسي، إذا كان صاحبي لا يعجبه كأس العالم في البرازيل والمدججة بالنجوم والمنتخبات الكبيرة فما بالكم بدورينا، نعم دورينا الذي تلهث فيه الأندية من الجري وراء صفقات ليست بمستوى الطموح ورغم ذلك تئن من الصفقات في الوقت الذي يتعاقد النادي الأوروبي مع هذا اللاعب بـ100 مليون يورو ولا يهتم بالقيمة ولكنه بهتم بالدرجة الأولى باللاعب.فعلا نحن نحلق في كوكب آخر، ونتابع المونديال من زمن هو بعيد جدا عن كرة القدم الاحترافية بمعناها الحقيقي ولا يمكن أن نلوم أنديتنا، فنحن نشارك في البطولات الخارجية ونخسر ورغم ذلك لن نتوقف عن المشاركة فالفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة.خرجت من نوبة التفكير الطويلة وإذا بهدف نيمار في مرمى الكاميرون وتوالت الأهداف، وكانت هزيمة قاسية للأسود، فلم يكن أمام السامبا سوى الرقص على أوتار الفوز ولا مجال للتهاون لتصدر المجموعة وقد نالوا ما أرادوا.آخر الكلام:إعلامنا يتابع المونديال بزخم كبير من البرامج والملاحق الرياضية في الصحف، وبالفعل وكالات الأنباء تنقل لنا الحدث بالصوت والصورة، والحقيقة لابد من الإشادة بملحق الشرق الذي قدمته الجريدة في افتتاحية المونديال ورغم أن شهادتي مجروحة في جريدتي إلا أن الإشادة هناك بزملائي الذي قدموا ملحقا رياضيا عالميا عالي الجودة، ويستحقون الشكر عليه.