18 سبتمبر 2025

تسجيل

الميزان

25 يونيو 2014

الحياة من غير "الميزان" غابة سكانها ذئاب، يتهافت عليها الذباب، فتضيع فيها الحقوق وتنتكس معالم الحق والقيم، ويطمس النور ويعلو الظلام. فالقوي وصاحب المال والجاه والنفوذ هو الذي يفرض نفسه فيها. والميزان هنا لا قيمة له ولا مكانة في حركة حياته ولا مع الناس.ومن يتلاعب ويُخل في الميزان ويحرّكه كما يريد هو وتشتهيه نفسه لا يؤتمن على شيء، وإن بدا لك أنه غاية في الطيب والحرص.وما ساد الظلم والطغيان وأُكلت الحقوق وضيعت الواجبات، وقٌدّمت الرويبضة في كل مكان، وتسارعت المصالح الشخصية والذاتية على مصالح العباد في المؤسسات، وأهملت الكفاءات وأبعدت عن مواقعها التي تخدم وتُعطي وتبدع وتنتج فيه، وقُتلت العفة، وعافى بعضنا الحياء من الحياة، ويوم قيل للرشوة تعالي أنا هنا، وما ارتفع التخاذل والتقاطع والتدابر والتخالف والتنازع، وما زاد الطمع والجشع والغش في كل شيء، وغير ذلك من مساوئ الأخلاق والأعمال والسلوكيات إلاّ يوم أن تركنا وأهملنا الميزان.فثمرة إقامة الميزان لها طعم ومذاق حلو وروعة منظرها في حركة الحياة، يشعر ويرتاح ويأنس بها الجميع، ويسود فيها الاطمئنان والاستقرار والأمن والآمان، ويحفّز على العمل والإنتاج والإبداع والابتكار والعطاء والنماء في كل مناحي الحياة، وتخرج المواهب، وتزيد المكاسب والأرزاق، ويجني ويحصّل على المنافع الكثيرة والمتعددة. فهل تأملنا كم في إقامة "الميزان" من خير وسعادة وحياة!! فلماذا؟؟؟نعم.. ما أحوجنا إلى أن نربي أبناءنا ونلزم أنفسنا وحركة حياتنا وأعمالنا وجميع توجهاتنا على إقامة الميزان، قال الحق تبارك وتعالى " ألاّ تطغوا في الميزان* وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان"."ومضة"أيها السادة الكرام.. نبارك لكم بقرب حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى بلدنا حفظه الله وامتنا بالخير واليمن والبركات والنصر والعزة والقوة.. اللهم وفقنا لطاعتك والقرب منك في هذا الشهر الكريم وإلى أن نلقاك.