14 سبتمبر 2025

تسجيل

الموت والحياة بيد الله تعالى

25 يونيو 2012

قال صاحبي: إن الموت من القضاء أي المرء ليس له يد في تغيير ذلك والمرء مجبر عليه وتحضره الوفاة دون أن يعلم أو يتحكم في ذلك، إذن ما رأيكم في الانتحار وهل من القضاء والقدر، وإذا كان كذلك فلم يحاسب الله شخصاً انتحر وقد كتب الله له ذلك؟ ولماذا نعاقب القاتل حين يرتكب جريمة قتل وقد كتب الله لشخص أن يموت على يد شخص آخر؟ قلت: الموت والحياة بيد الله تعالى وكما أن الله خلقك فهو وحده الذي يميتك والحق تعالى كتب لكل شخص أجله كأن يموت شخص عن عمر يناهز السبعين، أو الستين ولكن ما يحدث في الانتحار أو القتل أن يكون هناك اعتداء صارخ وواضح على حق يملكه الله فقط وهو "الإحياء والإماتة" فالله الوحيد الذي يحيي ويميت وهناك اعتداء واضح على الروح التي هي ملك الحق وحده والله له الحق في إحيائها وإماتتها متى شاء سبحانه وقد كتب الله على هذه الروح في القضاء أن تموت في الساعة الفلانية من اليوم الفلاني عن عمر يناهز سنا معينة فلنقل سبعين سنة ولكن ما يحدث أن يقوم هذا الشخص بالاعتداء على هذا القضاء الذي كتبه الله له ويقوم بقتل نفسه عن عمر يناهز أربعين سنة، إذن فهذا الشخص حرم روحه من أن تعيش 30 سنة أخرى، وسخط على الله وكفر والعياذ بالله لأنه اعتدى على حق الله في الموت والحياة وجنى على روحه بأن حرمها من هبات قدرها الله لها واعتدى على قضاء كتبه الله له وتحول موته إلى قدر ليس قضاء، إذن فالانتحار والقتل هما من القدر وليس القضاء لأن المنتحر هو من قرر أن يقتل نفسه بنفسه فيعتبر (قدر) أي من الأشياء التي بيدنا أن نغيرها ونتحكم بها وليس من القضاء أي أن يموت غصباً عنه وكذلك القتل فهو ينطبق عليه نفس الشيء فمن قتل إنساناً متعمداً فقد اعتدى على حق الله في التحكم بالموت والحياة وحرم إنساناً وروحاً من أن يعيش حياة قررها الله له واعتدى على قضاء كتبه الله له ومثل ما حرم هذا الشخص القاتل إنساناً بريئاً من كل هذه الحقوق، فلذلك يستحق القتل عقاباً، فالعين بالعين والسن بالسن ولزيادة التوضيح، الله سبحانه يكتب لشخص في القضاء بأن يموت في سن السبعين ولكن لأن هذا الإنسان عانى من بعض المشاكل والمصائب فقد علم الله في قدره بأنه سيقتل نفسه يأساً في سن العشرين، إذن فموته من القدر وليس من القضاء أي أن هذا الإنسان قد قتل نفسه بنفسه وبإرادته وكان بالإمكان أن يغير رأيه ولا ينتحر وينتظر حتى يموت في السبعين ولهذا لا يحق لنا أن نقول لم يعذبه الله لأنه هو من جنى على نفسه ولا يلوم إلا نفسه. هذا وبالله التوفيق.