11 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف سيكون العهد الجديد في تركيا؟

25 مايو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شهدت تركيا تغييرًا في الحكومة. لم يكن مخاضًا عسيرًا كما توقعه البعض. وربما تحقق بهدوء وسهولة لم يشهدهما التاريخ السياسي التركي سابقًا. استقال أحمد داود أوغلو من رئاستي الوزراء وحزب العدالة والتنمية، لينتخب وزير المواصلات بن علي يلدريم، عوضًا عنه.ورغم أن تغير الزعيم في الأحزاب الأخرى يكون عسيرًا جدًّا وصاخبًا، إلا أن وجود رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، هو السبب الوحيد في عدم حصول مثل هذه الأحداث في حزب العدالة والتنمية. يمتلك أردوغان قوة ورصيدًا لدى "العدالة والتنمية" والشعب التركي، لم يكتُبا لغيره من القادة، ولهذا لم يضطرب الاقتصاد، ولم يثر جدل، أو تنشب أزمة في البلاد. تغيرت قيادة حزب العدالة والتنمية تغيرًا جذريًّا في ظل رئاسة بن علي يلدريم، وتشكلت حكومة جديدة. وكما هو معروف، فإن صداقة قديمة جدًّا تربط بين يلدريم وأردوغان، ويتمتعان بانسجام كبير فيما بينهما. ولذلك نلاحظ انعكاس هذا الانسجام على الأسماء، التي اختيرت أثناء تشكيل قيادة حزب العدالة والتنمية والحكومة الجديدتين. كيف ستكون رئاسة بن علي يلدريم للحكومة؟ أنجز بن علي يلدريم، وهو في الأصل مهندس، مشاريع ضخمة في تركيا، أثناء شغله حقيبة وزارة المواصلات. وتُعتبر المشاريع الكبيرة كالجسر المعلق الثالث على مضيق البوسفور، ونفق مرمراي، الذي يربط بين قارتي آسيا وأوروبا في إسطنبول، وأطول جسر معلق، وأكبر مطار في العالم، مجرد جزء من أعماله. يجري إنجاز هذه المشاريع الكبيرة بفضل الإرادة السياسية لأردوغان، والعمل التنفيذي في الوزارة لبن علي يلدريم. ولهذا فإننا ننتظر من الأخير، خلال رئاسته للوزراء، مشاريع تقنية على نحو أكثر، وإنجازات في مجالي الإسكان والمواصلات. ويمكننا القول إن النمو الاقتصادي لتركيا سيستمر من خلال قطاعات البناء والبنية التحتية والإنتاج الصناعي. هل سيتغير وضع أردوغان؟ في الواقع، تبدو تركيا أنها انتقلت إلى النظام الرئاسي فعليًّا. كان أردوغان يقول منذ البداية إن النظام وصل طريقًا مسدودًا في تركيا، لا يمكن تجاوزه إلا بالنظام الرئاسي. والآن سنرى التطبيق العملي لذلك. وأتوقع أن تتجه رئاسة الحكومة نحو المجال التنفيذي والتقني، والسياسة الداخلية بشكل أكبر، بينما تضطلع رئاسة الجمهورية بقضايا السياسة والدبلوماسية والاقتصاد العام. سنرى أردوغان ينشط في السياسة الدولية بشكل أكبر، وسيخصص جزءًا أوفر من جهده للأزمة السورية، وأزمة اللاجئين والقضايا العالقة مع أوروبا، والعلاقات مع الولايات المتحدة، والشرق الأوسط. تطورات على الصعيد الاقتصادي والسياسة الخارجية يبدو هناك ركود في الاقتصاد التركي، ويمكننا القول إنه ناجم عن بعض الاحتقانات في السياسة الداخلية، وتقاعس كبار الموظفين، والأزمة مع روسيا والملف السوري. ستنتهي الآن الاحتقانات الداخلية. ومن المنتظر أن يشهد الاقتصاد تسارعًا وتحسنًا. ويمكننا القول إن العلاقات التجارية مع الشرق الأوسط وإفريقيا ستتنامى، على حساب السوق الروسي المغلق في الأصل. وأعتقد أيضًا أن التوتر القائم مع إسرائيل ومصر والعراق وإيران سيزول على المدى القريب، حيث بدأ التقارب مع إيران. ويمكن للمياه أن تعود إلى مجاريها إذا نفذت إسرائيل مطالب تركيا. وفي حال إخلاء سبيل مرسي، يمكن تحقيق المصالحة مع مصر، وهو ما تعوّل السعودية عليه كثيرًا. كل ما سبق تطورات مهمة من أجل حل الأزمة السورية. وفي حال حلها، ستجد مشكلة الإرهاب في تركيا طريقها إلى الحل. وهذا ما سيمهد السبيل أمام تحقيق تركيا قفزات نوعية على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي. وعليه فإنني متفائل بالعهد الجديد.