24 نوفمبر 2025
تسجيلجاء الآن إعداد طلابنا للامتحانات، ومع اقتراب اختبارات منتصف الفصل الدراسي الأول تهتم معظم المدارس إن لم تكن جميعها ببرامج رفع الكفاءة للطلاب، وهي حصص مجانية، يتم فيها إرسال استمارة لولي أمر الطالب لاختيار الاحتياجات من المواد الدراسية ليتسنى للمدرسة حصر أعداد الطلاب والتمهيد للبدء بالتنفيذ، وهذه الحصص الإثرائية عبارة عن دروس تقوية عادية في المواد العلمية واللغات، ويتم تقديمها للطلاب الضعاف أو الذين يحتاجون لتحسين مستوياتهم التعليمية في مواد دراسية معينة للمساقين الأدبي والعلمي للصفوف المتقدمة وقد تكون حصص تقوية عادية في مواد الرياضيات والعلوم واللغة العربية لطلاب المرحلة الإعدادية، حيث كان في الماضي يدفع الطالب مبلغاً معيناً نظير حضوره للمادة الدراسية، غير أن الوضع اختلف الآن في تقديم هذه الدروس، فالدروس الإثرائية الآن تقدم مجاناً للطلاب في المدارس الحكومية القطرية، وهذا الجهد يحسب للمدرسة والمعلم والقائمين على أمر العملية التعليمية من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم العالي، باعتبارها (قيمة مضافة) لدعم طالب المدرسة في تسهيل مهمته التعليمية، والذي يقدم الدرس هو معلم المادة الدراسية نفسها بالمدرسة، وهو الأفضل في متابعة الطالب، لأنه أقرب منه ويعرف مستواه جيداً، ويمكنه أن يقدم المناسب من خطط علاجية تناسب مستوى الطالب، والحصص الإثرائية تعمل على تجهيز الطلاب من خلال التقييمات بنوعيها البنائي والختامي، كما تعدهم أيضاً لأداء الاختبارات الوطنية في نهاية العام الدراسي، كما تقلل من على كاهل ولي الأمر بدلاً من أن يدفع مبالغ كبيرة في الدروس الخصوصية. إذن هذه الحصص المدرسية المسائية توفر أداء قوياً وفعالاً للحد من الدروس الخصوصية، في المقابل قد يكون المدرس الخصوصي بالمنزل غير مؤهل، وقد يكون معلماً لجميع المواد، وهنا بعض أولياء الأمور يظنون الذي يدرس كل المواد هو الأفضل، بينما لا تستوي هذه النظرية خصوصاً لطلاب الصفوف المتقدمة من طلاب الإعدادي والثانوي، والنتيجة ستكون سلبية بالطبع والضحية هو الطالب. لذلك جاءت الحصص الإثرائية لمحاربة الدروس المنزلية بهدف الحد من السلبيات، وقد تكون حصص هذه التقوية لسد فجوات ضعف الطلاب وصفوف تعويض طلاب الدعم والصفوف التحضيرية للاختبارات الداخلية واختبارات التقييم التربوي الشامل والصفوف التحفيزية للطلاب المتميزين وغيرها من الصفوف الإثرائية الأخرى في مختلف الأنشطة والمهارات باستخدام الوسيلة التعليمية المناسبة.هذا كله يعود بالخير الكثير والمنفعة للطالب، فهو يدرس في بيئة مدرسية توفر له كل التسهيلات ومعينات التعليم، فمعلم المدرسة يضع التقييمات والتمارين وعلى ضوئها يتم التشخيص وتصنيف الطلاب على حسب مستوياتهم الأكاديمية ووضع خطة علاجية لمعالجة ضعف الطالب.بشرى للتعليم في دولة قطر وهذه العروض الإثرائية بمدارسها، والتي قل أن توجد في الدول الأخرى، وهناك الأنشطة اللاصفية التي تنمي المهارات وترفع من كفاءة الطالب وتساعده على تنمية مهارة التعلم الذاتي كما تنمي لديه الاستقلالية وحرية التفكير.أخيراً السؤال الذي يطرح نفسه، هل ولي الأمر مقتنعٌ بالحصص الإثرائية بالمدرسة؟ وهل لديه الوعي الكافي بأهمية متابعة معلم المدرسة لابنه بدلاً عن المعلم الخصوصي بالمنزل؟ فمن الملاحظ أن البعض من أولياء الأمور يحبذ حضور المعلم للمنزل نسبة لعدم قدرتهم في توصيل الطالب للمدرسة في ظل زحمة الطرق هذه الأيام، أو قد يعزى سبب امتناعه عنها بسبب ضخامة المنهج ويحسب أن المعلم قد لا يستطيع تغطية ما تم تدريسه خلال أيام بسيطة قبل بدء الاختبارات، وعموماً في تقديري تظل المدرسة هي البيئة الفضلى لتعلم الطالب.