20 سبتمبر 2025

تسجيل

صراع السلطة في البحرين (2 ـ 2)

25 أبريل 2018

القضية مازالت تهز وتعصف بالمجتمع البحريني وقد تعدت حدود كل بيت من بيوت أهل البحرين إقالة رئيس الوزراء باتت وشيكة ولكن الشروط المطلوبة في البديل غير متوافرة حالياً ما زال الرأي العام في "البحرين" يعيش أزمة سياسية غير مسبوقة في تاريخها بسبب هذا الفساد وذهاب أموال الشعب إلى بعض أفراد ممن خانوا الأمانة وبذروا المال العام واختلسوا دخل البلاد ووضعوه في جيوبهم دون وجه حق.. وما زال الشارع البحريني يغلي من جراء استفحال هذه الأزمة التي يبدو أنها لن تنتهي إلا بتقديم بعض التنازلات.. والرؤية ما تزال غائبة؟!!. فالشعب البحريني لم يعد متفائلا بانتهاء الأزمة السياسية التي تعيشها بلادهم.. ويبدو أنها لن تنتهي إلا بالاطاحة ببعض القيادات الفاسدة ورموزه الكبيرة؟!!. ثروة الشعب المنهوبة: ويبدو كذلك بان رائحة الفساد المالي وما تعانيه ميزانية البحرين من العجز الكامل منذ سنوات قد زاد من الكارثة المالية التي خيمت على الأجواء مما ينبئ عن أزمة خانقة يسعى عبرها البعض إلى الاستيلاء على أكبر قدر من الأموال لشفطها بدلا من صرفها على البنية التحتية للبلاد أو تحسين الحالة التي يرثى لها من سوء المعيشة لهذا الشعب الذي ما زال بلا وظائف ولا حل لمشكلة البطالة والسكن منذ عقود... هذا بجانب هشاشة الدخل الاقتصادي الذي انخفض إلى أدنى معدلاته من خلال الأزمة الخليجية المفتعلة ضد دولة قطر التي جاءت بلا مبررات وشاركت فيها البحرين بكل قذارة مع أبوظبي والرياض عبر سياسة دول الخزي والعار والسير في طريق لا نهاية له، والتي يقود افتعالها من طرف البحرين ووزير خارجيتها عبر تغريداته وتصريحاته العنترية. ومن هنا: فان الصراع على السلطة في الدولة المتهالكة سببه الأول والرئيسي هو كيفية الاستيلاء على المال العام مع عدم الاكتراث بالشعب الذي ما زال مغيبا عن أبسط حقوقه... وبدلا من توزيع الثروة على المواطنين المنهوبة ثروتهم أصبح رأس أعلى هرم في السلطة هو الذي يتسابق على اختلاس الأموال وتركيع الشعب بلا هوادة ولا ضمير. الأزمة البحرينية بين الإشكاليات والمسارات: وتذكر بعض التقارير أيضا بان الصراع على السلطة وسرقة المال العام قد يطول أمده.. فما دام هناك من يطمع في الهيمنة على ثروة الشعب، فان العيون ما زالت مفتوحة في البحث عن بعض البدائل رغم استشراء هذا الفساد... ولذا فلا بد من القضاء على الفساد أولا.. وإبعاد الصراع بين أفراد السلطة عن المال العام ثانيا.. مع إرغام رئيس الوزراء الحالي على تقديم استقالته من منصبه دون رجعة لاتاحة الفرصة لشخص آخر يقود البلاد بعيدا عن الطائفية والانتهازية واستغلال نفوذه في البلد المتهالك اقتصاديا؟!. كلمة أخيرة: أحدهم علق على الوضع المزري ساخراً وقال: متى نرى رئيس وزراء البحرين الحالي يقدم استقالته من منصبه ويكون برغبة منه؟.. وقال آخر باللهجة البحرينية الدارجة: "مش بوزك انه يغادر".. يمعنى أنه يريد المكوث في منصبه مدى الحياة لان المسألة مسألة مصير وفيها مليارات.. ولهذا سيظل الوضع باقيا على سوءه إلى الأبد ما دامت "القرعة ترعى" كما يقول المثل الشعبي؟!!.