19 سبتمبر 2025
تسجيلنعم نقول وبكل أسف وحزن وامتعاض وألم-ولا نعمم-، ماذا جرى لبعض الطلاب في المدارس من تساهل وتفريط، بل وإسقاط قيمة احترام وتقدير المعلم، بل -للأسف- كذلك بعض أولياء الأمور يكونون سنداً ودعماً لأبنائهم على السادة المعلمين في عدم احترامهم وتقديرهم. فهناك من يعتدي على المعلم ويسلك طريق التجريح والتشهير بالأخطاء، وهناك -للأسف- من يجرّئ الطلاب على التطاول على المعلمين والانتقاص منهم وإهانتهم، ونكرر "لا نعمم".ونسمع من بعض الطلاب كلمات تنبئ عن عدم احترام وتقدير المعلم ومكانته "كفو المعلم عن أن يضربني، كفو المعلم أن يتفوه بكلمة عليّ، ما يقدر يضع يده عليّ، ما يستطيع يصرخ عليّ أو يهددني، ببهدله في مركز الشرطة، سأجعل والدي يأتي إلى المدرسة ويعنف هذا المدرس، وبعد ذلك يشتكي عليه في مركز الشرطة ويحوّل للنيابة العامة، حتى ولو غلطت عليه ما يستطيع أن يضربني أو يتكلم عليّ بأي كلمة، وغير ذلك من الكلمات السيئة التي تقال في حق المعلم..." ما هذا يا قوم؟!. مهما كانت منزلتك ووجاهتك يا ولي الأمر ووظيفتك فمهنة المعلم أعلى وأغلى مهنة فلا تتكبر ولا تتفاخر باسم عائلتك أو مكانتك أو منصبك ولا تعلُ بصوتك على المعلم مهما كانت الظروف والأحداث. فإذا لم نعرف ولم نعط المعلم مكانته وقيمته في المجتمع فلا خير في تعليم يخرّج لنا.والكثير بل ومعظم المعلمين والإدارات المدرسية الذين سألناهم ونلتقي بهم يطالبون الوزارة بالتدخل للوقوف مع المعلم، بمعنى عدم إخراج المعلم من مدرسته لأي سبب أو مشكلة تحدث له مع أي طالب، ويطالبون كذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية في هذا الشأن. فهل نرى في العام الدراسي القادم تحوّلاً جذرياً في هذا الأمر وبقوة لا تهاون فيه ولا تردد من إعطاء ومنح المعلم حصانة ومكانة وتقدير في البيئة المدرسية مع الطلاب والمجتمع؟ فالجميع يرجو ويأمل ذلك من الجهة المسؤولة بوزارة التعليم والتنسيق مع وزارة الداخلية.ونحن هنا نرسل لكل معلم يعطي من عمره ووقته وجهده بجد وإخلاص وتفان وعطاء ونقول له بارك الله فيك وفي جهودك المبذولة من أجل تعليم أبنائنا الطلاب ونصحهم وإرشادهم إلى ما هو صلاح لهم وخدمة لوطنهم وأمتهم. والتقدم والتميز والنجاح والتنافسية لا تأتي إلا عبر المعلم. فهل سيتحرك الجميع له؟ فللمعلم مكانة لا إهانة. "ومضة"يقول مؤسس سنغافورة لي كوان "أنا لم أقم بمعجزة في سنغافورة، أنا فقط قمتُ بواجبي نحو وطني، فخصصت موارد الدولة للتعليم وغيرت مكانة المعلمين من طبقة بائسة إلى أرقى طبقة في سنغافورة، فالمعلم هو من صنع المعجزة، هو من أنتج جيلاً متواضعاً يحب العلم والأخلاق بعد أن كنا شعباً يبصق ويشتم بعضه في الشوارع". فإذا أردنا تعليماً ناجحاً ومتميزاً فأعيدوا للمعلم هيبته ومكانته. فالمعلم أولاً يقدم على كل شيء. فهل ندرك ونقدر هذه القيمة والمكانة؟.