13 سبتمبر 2025
تسجيللأيام الشارقة المسرحية طعم آخر مختلف عن كل الفعاليات المسرحية العربية، ذلك أن مدينة الشارقة بحق مدينة للثقافة والفن والفكر والإبداع، كيف لا.. وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة تمثل الثقافة ركناً أساسياً من اهتمامه، بل لا نبالغ إذا قلنا إن جل اهتمامه منصب على الثقافة، وفي كل الأطر الإبداعية، كالرواية والشعر والقصة والمسرح والدراسات الأدبية والبحوث وفنون ذات ارتباط عضوي بالثقافة كالفنون التشكيلية، وهذا واضح وجلي عبر العديد من المتاحف، منها ما هو مرتبط بالفن الحديث وما هو مرتبط بالتراث الإسلامي العظيم، لذا فلا غرابة من أن تحتل مدينة الشارقة مكان الصدارة في كل الأطر، لأنها بحق مدينة للثقافة العربية والإسلامية. في الدورة (25) من فعاليات أيام الشارقة المسرحية حصد الصديق إسماعيل عبدالله جائزة التأليف المسرحي وحصد الصديق محمد العامري جائزة الإخراج عبر مسرحية (لا تقصص رؤياك)، وكلاهما لا يدخلان عرساً مسرحياً إلا ويحصدان جائزة السبق. ومن ثم فقد حصدت فرقة الشارقة معظم جوائز المهرجان.وللحقيقة فإن البعض يعتقد أن أيام الشارقة احتفاء فقط بالمسرح لا. إن العروض المسرحية جزء من الحراك المسرحي في شمولية الأمر فكراً وتجسيداً، هناك محاضرات، ندوات، بحوث، دراسات، ضيوف من كل أرجاء العالم يقدمون عطاءاتهم في مجال المسرح وهناك من يدعم هذه المسيرة، جهد وعمل دؤوب يقوم به كل من الأستاذ عبدالله العويس وأحمد بو رحيمة مع فريق العمل حسين مصطفى وعصام أبو القاسم وغيرهم، بجانب الاهتمام الإعلامي من قبل كل الوسائط ومعرض لآخر الإصدارات.إن أيام الشارقة المسرحية وعبر هذه السنوات من خلال الدعم اللامحدود رفدت الساحة بالعديد من المواهب في كل فروع المسرح من تأليف وإخراج وأداء.. جيل إثر جيل.. كل يطرح رؤاه وتجاربه والكل يعمل من أجل حراك مسرحي حقيقي أكثر عمقاً وأصالة.. وفي كل مرة يكون إطلالة لجيل آخر يمثل الحراك في الإمارات.. هذا الأمر المغيب مع الأسف عنا.. لأن هناك من لايؤمن بالفكر والثقافة إلا عبر التصريحات.. أما الواقع فأمره مغاير للمألوف ولأصالتنا وهويتنا.. وهذا قدرنا!