17 سبتمبر 2025
تسجيلخسارة قاسية تلك التي تعرض لها برشلونة، أفضل فريق في العالم على مر العصور، أمس الأول الثلاثاء من مستضيفه بايرن ميونخ الألماني في ذهاب نصف نهائي "الشامبيونزليغ" الأوروبي، وبأربعة أهداف نظيفة، ثلاثة منها غير شرعية. في الهدف غير الشرعي الأول ارتقى مدافع البايرن البرازيلي دانتي على مواطنه ألفيس ووضع الكرة رأسية باتجاه مولر الذي تابعها في المرمى، وكان من المفترض أن يحتسب الحكم خطأ لمدافع برشلونة. في حين كان الهدف الثاني الذي سجله ماريو جوميز من تسلل واضح على المهاجم الألماني لكن الحكم المساعد لم يشر إلى ذلك. أما الهدف الثالث فكان الخطأ فيه، كما يقول جمال الشريف الخبير التحكيمي في الجزيرة الرياضية، هو الأكثر وضوحا عندما قام توماس مولر بحجز خوردي ألبا عمدا ليفتح الطريق أمام روبين الذي انطلق وسجل. رغم أن أخطاء الحكم في مباراة البرشا والبايرن جعلت الأخير يتقدم بثلاثية نظيفة، إلا أن ذلك لا يمنع من القول أن الفريق البافاري يستحق الفوز عن جدارة، ولعب بشكل أفضل وأمتع، واستطاع تحجيم كل عناصر الفريق الكتالوني. إلا أن خسارة البرشا في هذه المباراة تقدم الوجه الناصع الآخر للفريق في تقبل الخسارة بروح رياضية دون الإشارة إلى التحكيم. فبكيه، على سبيل المثال، قال في تصريح له بعد المباراة "لا نستطيع الحديث عن الحكم" مضيفا " الحكم لم يكن مؤثرا على الإطلاق". تخيل لو حدث سيناريو هذه الأهداف غير الشرعية مع فريق آخر غير البرشا، كريال مدريد مثلا، لأقام مورينهو الدنيا ولم يقعدها، ولشن بمعية وسائل الإعلام المدريدية حملة هجومية بكل الطرق تجاه حكم المباراة. ولما تردد في التأثير عليه بتصريحات مختلفة رغم أن هذا المدرب سواء مع مدريد أو غيره من الفرق التي دربها هو المستفيد الأكبر من أخطاء الحكام. خسارة البرشا كانت قاسية أمام البايرن، لكن هذه الخسارة ليست نهاية المطاف أبدا، والبرشا رغم ظروفه القاهرة هذا الموسم بغياب مدربه لفترة طويلة بسبب العلاج، وإصابة لاعبيه المتكررة، إلا أنه قريب من استعادة لقب الدوري بفارق مريح عن مدريد، وهي البطولة الأهم بالنسبة للفريق هذا الموسم، كما أنه وصل إلى نصف نهائي "الشامبيونزليغ". ويبقى أن نشير أخيرا إلى أن النتيجة التي خسرها البرشا، تعد أكبر هزيمة في الدور نصف النهائي في جميع البطولات الأوروبية منذ خسارة ريال مدريد من ميلان بخماسية بيضاء عام 1989 في نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي، عندما كان يلعب في صفوفه الثلاثي الهولندي المرعب خوليت وفان باستن وريكارد الذين قادوا الميلان في عصره الذهبي إلى إنجازات كثيرة.