23 سبتمبر 2025

تسجيل

بوادر انتصار الثورة المصرية

25 أبريل 2012

عندما انتفض الشعب العربي المصري في ثورته المباركة التي أسقطت وخلعت نظام حسني مبارك وحكومته الفاسدة قلنا وقتها إن الثورة نجحت لكنها لم تنتصر. بالأمس ظهرت أولى بوادر النصر لهذه الثورة المجيدة عندما أعلنت هذه الثورة قرارها بوقف تصدير الغاز المصري إلى العدو الصهيوني وسواء كان سبب الوقف سياسياً أو تجارياً، فإنه مؤشر على أن مصر وثورة شعبها العظيم بدأت تسير نحو طريق النصر. إن وقف تصدير الغاز المصري إلى العدو الصهيوني هو رسالة واضحة لهذا العدو وإلى حليفته الولايات المتحدة الأمريكية بأن مصر وشعبها العظيم الذي وقف كالطود الشامخ ضد التطبيع مع العدو لمدة ثلاثين عاماً بدأ هذا الشعب يحقق أهداف ثورته المباركة في استعادة مصر كرامتها وعزتها التي حاول نظام الرئيس المخلوع مبارك طمسها بل وحاول إذلالها بتحالفه المذل مع العدو ومع قوى الشر والظلام، خاصة الإدارات الأمريكية المتعاقبة وبدأ هذا الشعب يسترد هذه الكرامة المفقودة وكانت عودة الكرامة هذه من أهم شعارات الثورة بل ومفجرها عندما أنشأ شباب مصر حركة "كفاية" وحزب "الكرامة"، هذا القرار المصري الشجاع يقول للعدو الصهيوني وحلفائه.. لقد ولى زمن الذل والهوان وولى معه استغلال وابتزاز ثروات الشعب المصري، خاصة إذا علمنا أن الغاز المصري المصدر للعدو يباع بأسعار تقل عن الثلثين بالنسبة لأسعاره العالمية. الشعب المصري وقبل الثورة طالب بوقف تصدير الغاز المصري للعدو وأصدرت المحاكم القضائية قراراً بوقفه لكن حكومة الرئيس المخلوع حسني مبارك رفضت تطبيق الحكم القضائي وتعرض هذا الأنبوب الذي ينقل الغاز إلى العدو إلى 14 تفجيراً في أقل من عام وفشلت كل مساعي الحكومة المصرية في حمايته لأن الشعب يرفض أن يرى ثروته الوطنية تباع لعدوه بأبخس الأثمان بينما هو بأمس الحاجة إلى هذه الثروة. إن هذا القرار الشجاع دفع الكيان الصهيوني إلى إدراك الدور المصري من جديد وأن هذا الدور يمكن أن يعيد مصر للقيادة والريادة، لهذا وصف وزير خارجية العدو أفيغدور ليبرمان هذا القرار بأنه مؤشر خطير للغاية لا يبشر بخير، بينما صمتت هذه الحكومة الصهيونية المتطرفة وحاولت تفسيره بأنه خلاف تجاري والحقيقة أنه خلاف سياسي بامتياز لكنهم حاولوا تخفيف حدة هذا القرار لأنهم يدركون في حال تصعيدهم برد قوي سيجيب عليهم الشعب المصري برد أقوى وتصريح المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي قال "سنكسر يد ورجل كل من يقترب من حدود مصر"، هو رد بليغ وتحذير واضح وصريح للعدو الصهيوني بأن مصر تغيرت وأن بوادر انتصار الثورة بدأت.