17 سبتمبر 2025
تسجيليؤكد علماء اللغة العربية أن العربية أفضل اللغات وأوسعها، قال تعالى: (بلسان عربي مبين)، "الشعراء: 195"، فوصفه بأبلغ ما يوصف به الكلام وهو البيان، وقال تعالى: (خلق الإنسان علمه البيان)، "الرحمن: 3-4"، فقدم سبحانه ذكر البيان على جميع ما توحد بخلقه وتفرد بإنشائه من الخلائق المحكمة، فلما خص الله اللسان العربي بالبيان علم أن سائر اللغات قاصرة عنه وواقعة دونه. وقد تأكد أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي احتفظ بلغته الأصلية وحفظها على قيد الحياة، وسيحفظها على مر العصور، وستموت اللغات الحية المنتشرة اليوم في العالم، كما ماتت لغات حية كثيرة في سالف العصور، إلا العربية فستبقى حية في كل زمان بإذن الله. ولقد اختصت العربية بعدة سمات وخصائص عن سائر اللغات، واهتم علماء اللغة بتحديد خصائصها المتعددة، ومن هذه الخصائص الترادف، ويعني الغنى والثروة مثل السعة التي تعنى الجدة، والميسرة واليسار، والزيد، والوفر، والأتراب، ومن خصائصها المشترك اللفظي ويراد به اللفظ الواحد له أكثر من معنى مثل الحوب: الإثم، الأخت، البنت، المسكنة، الضرب، رقة الفؤاد. واعتبر الباحثون في اللغة أن من خصائص العربية: التضاد، وهو ضرب من ضروب الاشتراك إذ يطلق اللفظ على المعنى ونقيضه: الحميم: الماء البارد والحار، العبد والسيد الرس: الإصلاح والفساد. أما الاشتقاق فيعد أكبر مصدر لثراء العربية وتطويعها لاستيعاب كثير من المستحدثات الجديدة، كما أنه مصدر من مصادر الموسيقى فيها، ويشير العقاد إلى أن الاشتقاق هو السليقة الشاعرة في العربية، وأن للاشتقاق - بجانب قيمته في تنمية اللغة وتطويرها وتوسيعها لمطالب الحياة – أثره في مجال الإحساس الجمالي بموسيقى الكلمات فيها. والنحت يعد من سمات العربية وهو من وسائل تنمية اللغة والتوسع في دلالات كلماتها، ويعني انتزاع كلمة جديدة ومن كلمتين أو أكثر تدل على معنى ما انتزعت منه مثل "البسملة" و"إنما" من إن وما. ومن خصائص العربية أيضا ثبات الحروف الأصلية الثلاثة في كل مادة مهما يطرأ على الكلمة من تبدل في اشتقاقها وصيغتها كحروف "ع ل م" فإن جميع الألفاظ التي اشتقت أو يمكن أن تشتق من هذه المادة كالعلم والعلوم والعلماء تثبت فيها تلك الحروف الثلاثة، ويقابل ثبات الحروف الثلاثة ثبات المعنى الأصلي والمفهوم المشترك بين الألفاظ. إن دراسة طبيعة المجتمع أساس مهم من أسس بناء منهج العربية، فالأفكار والمعتقدات الرئيسية تعد مصدراً لفلسفة التربية والأهداف والمحتوى في أي مجتمع، من أجل هذا نادى علماء التربية بضرورة ربط التعليم بمتطلبات المجتمع وظروفه ومشكلاته، فمن خصائص مجتمعنا العربي التدين، ولقد كانت سمة التدين في الشخصية العربية سببا رئيسا في اكتسابها الروح الوطنية والفداء وجعلها سمة من سماتها. وتعد سمة الكرامة من سمات المجتمع العربي، حيث عرف العربي المسلم بالحفاظ على كرامته، فعلى مر الدهور التي تعرض فيها الإنسان العربي لألوان القهر والاستبداد لم يخضع للطغاة والإقطاعيين بل قاومهم احتجاجاً على سوء معاملتهم، وقدم الشهداء أرواحهم في سبيل دينهم ووطنهم وكرامتهم، وسمة الكرامة هي التي دفعت المجتمع العربي المسلم لتحدي القهر الخارجي وهضم الغزاة.