14 سبتمبر 2025
تسجيلالعدل قد يتأخر لكنه لابد آت، نقولها للمنعمين الذين لم يتذوقوا وجع الموجوعين، والذين لم يعرفوا يوماً الفقر الذي يحرم الناس من القوت والعلاج، ويحرم الأطفال طعم العافية، نقولها لكل من ساهم نظام (مبارك) في بحبوحة عيشه الرغيد بـ(سبوبة) من السبوبات، فامتص مع أشباهه دم الشعب الساكت قهراً، أقولها لكل الذين تمرغوا في الأرباح الوفيرة التي لم تكن لتطولها أيديهم إلا بتسهيلات النظام السابق المتنوعة التي رفعتهم من (مفيش حاجة) إلى (حاجة وحاجة وحاجات) ولا يمكن معرفة حجم الثراء غير المشروع إلا بمعاينة القصور الأسطورية للواصلين، والأثرياء المتربحين من دم الشعب الغلبان في الساحل الشمالي، والقطامية, والعين السخنة! هذا غير معاينة أرصدتهم طبعا التي تنوء من حملها الجمال!! إن أي قصر من قصور السادة المذكورين أعلاه (تخض) وتشي طلعته البهية الأسطورية بحجم الثراء الفاحش لأسماء لم يكن (حيلتها) إلا مرتباتها فأصبحت صاحبة مليارات، بينما غيرهم يموت على أبواب المستشفيات لعجزه عن دفع ثمن عملية عاجلة! ما علينا مما يملك هؤلاء ومن أين جاءوا به، (كله حيبان في الزنقة) الذي علينا هو الوقوف عند ما يقومون به حاليا (وحبايب) النظام من ملأ الدنيا عويلا على مبارك، وحال مبارك، وما آلت إليه أسرة مبارك، وعادوا يغنون على نغمة الأب، وما يليق وما لا يليق برب الأسرة التي خدمها عقوداً، وعيب أن يتهم الشعب المصري بقلة الأصل وقد رضي بمحاكمة راعيه صاحب الأفضال، ثم راحوا يستنهضون شهامة المصري المتسامح كي يعفو، ويصفح، ويرحم، وينسى!! مهم أن أقول لكل المتباكين، لكل واحد من الذين تنعموا، وتربحوا من مناصبهم في عهد مبارك، إن من يمسك بجمرة نار يختلف حتماً عمن يمسك بثلجة، ولكي تقدروا حجم المصيبة والمحنة التي عاناها الشعب الطيب، تخيلوا، تخيل يا حبيب النظام أن المضروب بالرصاص في قلبه بميدان التحرير (ابنك) وأن المدفون في أقبية (أمن الدولة) بعد التعذيب (أبوك) تخيل أن المعتقل منذ عقود بسجن (طره) دون ذنب (أخوك) تخيل أن الذي خرج من بيته ولم يعد من زمان زمان حتى نسي أهله شكل ملامحه جارك، أو أستاذك، أو قريبك، أو صهرك وأن أسرته مازالت تبكي دما لتعرف إن كان من الأموات أو الأحياء، تخيل (يا أي حد) بيطالب بمسامحة مبارك ونظامه، تخيل أحد أهلك، أحد أقربائك، وقد صوره (جماعة) النظام بالتحقيقات في أوضاع مخلة هو منها برئ لإذلاله، أو للتشهير به أو لضمان أن يأكل لسانه ويسكت عن (بلاوي وما يعملش شريف على حد قولهم) تخيل سجين رأى يروع في أهله ويهدد إن لم يعترف زوراً على نفسه البريئة أو غيره فسيغتصبون أمه أو أخته أو زوجته أمام عينيه، تخيل كل أشكال الحط من الكرامة الإنسانية، وكل أشكال الترويع الذي يصل إلى حد إزهاق الروح بدم بارد، تخيل يا كل مطالب بمسامحة مبارك كل تلك الوحشية مع أبرياء لا ذنب لهم، تخيل لتتأكد أن طلب المسامحة جريمة تستحق أن يعاقب عليها القانون عوضا عن جرائم افقار مصر، وبيع مصر الذي أعضل الملايين وقد فقدوا وظائفهم عن توفير حتى (العيش الحاف) لأطفالهم، تخيلوا أيها الأثرياء المنعمون في خيرات نظام رأس الدولة ماذا فعل عهد مبارك بمصر الطيبة وأهلها الطيبين وكيف حولها والزمرة حاملة المباخر خلفه من عيون الحسد والحاسدين، كيف حولها إلى (خرابة) كل ما فيها واقع، متهالك، آيل للسقوط لا يصلح لشيء، تخيلوا يا من سيأتي حتما دوركم في الحساب مصر العزة، مصر الخير التي حرمت من أن تزرع قمحها، وأرزها، وقطنها وأجبرت على استيراده، استيراد قوتها بدل أن تزرعه لتصبح مهددة في أمنها الغذائي، ويسهل ضربها في مقتل، تخيل يا كل مطالب بمسامحة مبارك ونظامه بأنك تطالب بجريمة لا تقل عما لا يحصر من جرائم ارتكبها النظام (وقبضايات النظام) في حق مصر الصابرة التي لها الله القاهر فوق عباده، الذي يمهل ولا يهمل. طبقات فوق الهمس * تبقى (العدالة) هي خريطة الطريق الوحيدة لبناء أمم متعافية من أمراض الظلم،والقهر، والعسف. * عزائي ومواساتي لأسرة الزميلة الكاتبة (ثريا نافع) التي انتقلت إلى جوار ربها بعد مرض عضال، اللهم ارحمها، واعف عنها، واغفر لها، واجعل مرضها رافعا لدرجتها، واربط على قلب أسرتها بالصبر الجميل، (إنا لله وإنا إليه راجعون).