29 أكتوبر 2025
تسجيلبعد مرور الذكرى الخامسة على هبّة الثورة السورية بما فيها من آمال وآلام عبر التقلبات الدراماتيكية محليًا وإقليميًا ودوليًا، ومع انفجارات "إسطنبول وبروكسل" تنفيذًا لما كان صرّح به المفتي المنافق لسورية "أحمد بدر حسّون" منذ مناجزة الثورة للانظام ميدانيًا: بأننا سنضرب أوروبا بعمليات استشهادية! ورغم كل هذا الوعي المطموس لدى الإدارتين الأمريكية والأوربية وانصياعهم ومن معهم إلى مؤامرات الصهيونية المطبوخة على كافة المستويات، فإن رجُل اليوم يحتار فيمن فقدوا أيَّ يقظةٍ إزاء حقائق ما يجري وخصوصًا الذائدين عما يسمى حزب الله، سواء كانوا رسميين أو من خواص وعوام الجماهير دون إدراك للماجَرَيات في هذا الزّمَكَان، وبذلك يُلقون أنفسهم وآخرين في التهلكة.. مع أن الحق أبلج والباطل لجلج، سيّما بعد ما تبين بالتجربة أن الحزب يُلِح أن يعتبره الناس صادقا مع أنهم يرونه خلاف ذلك، وهو إذ ينفي أي تهمة تُوَجَّه ضده في لبنان وخارجه وأهمه التدخل الدموي في سورية يريد أن يعيدنا إلى بدايات الثورة حين كانت تُقْصف بيوت مدينة "حمص" فيخرج الأمين العام ليقول: إن لديّ أقاربَ هناك وأصحابًا كلهم أخبروني أنه لا شيء يحدث! ولعل تكرار هذه الأسطوانة المشروخة الممسوخة بالكذب الصُّراح لم ينفع، فالمُعطيات أنه والغٌ في التآمر على لبنان وخصوصا منذ الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 بقرار دولي، وأنه "أداة إيرانية لـولاية الفقيه بأقنعة لبنانية"، كما يقول الكاتب "فايزقزي": وهل أحد يريد التحرش بالحزب لولا أنه يدعو الناس لذلك، ويحمي مواقفه بالعقيدة مرة وبالسياسة أخرى، أو بهما معا ليبقى الرافعة الإيرانية والحركة الميليشياوية، وكأنه لا جيش ولا شعب بلبنان، ويكرر الدعوة إلى التحرير دون أي تحرّر ومشروع وطني! ويعلّق "الشيخ نعيم" قاسم نائب الأمين العام على "وثيقة المستضعفين" منذ عام 1985 بقوله: إننا أبناء أمة حزب الله جزء من أمة الإسلام في العالم التي نصرالله طليعتَها في إيران وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم! هذا الحزب الذي يدخل وسط بيروت عام 2008 ويحتلها ويهدّد الشعب اللبناني، بل يرتكب القتل والنهب والسلب وتدمير المؤسسات الإعلامية في بيروت الغربية لدرجة أن سعد الحريري قال: (والله ما كنت أظن أن يفعلوا هذا الذي فعلوه). أين أنت من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لست بالخِبّ ولا الخِبّ يخدعني)؟ ثم ينسحب الحزب بصمود هذا الشعب، ولذا يقول الشيخ "صبحي الطفيلي": إن السلاح كان يجب أن لا يُوَجه إلى الداخل بل إلى العدو الإسرائيلي كما اتُفِق عليه! إنها الغطرسة والغرور حيث ينادي الحزب أجناده أنهم (أشرف الناس) والفرقة الناجية لتلبية ظهور المهدي! وأن كل ما يتصف به الحزب يجب أن يظلّ على التقديس وكل ما عداه فعلى التدنيس والعلاقة مع أمريكا و... ولكني أقول باعتبار أن عدد الحزب 41 ألفا: إنه جيش، وقد رأيت هذا في كتاب الأستاذ فايز ومقال الأستاذ إلياس بجاني بجريدة السياسة الكويتية 22-3-2016، حيث أجمعا على أن الحزب امتلك حق النقض ضد الدستور للمنصب الرئاسي وتحوّل إلى محتل ظاهره لبناني وحقيقته إيراني بالتمذهب والمال والبلطجة والاغتيالات والسيطرة على القضاء والسيادة والحرية والطغيان بتكديس السلاح في الجنوب والبقاع والضاحية، وبالهيمنة الأمنية والسياسية والاقتصادية بل والتربوية، وتأكيد تبعية "الولي الفقيه" بسيادة الملالي! فكيف بعد هذا يجوز كونه لبنانيًا حقيقة غير إرهابي؟ وإن المطلوب عدم التلَطّي خلف المواقف الرمادية دون جرأة بشهادات الشرع والطبع والقانون. وهل ننسى بعد انتخابات 2009 كيف ضغط وحصّل الثلث الضامن 1+10 ليعطّل إنشاء الحكومة الفائزة كليا، وهو ما يخالف الدستور! ولذلك فيجب على القيادات ألا تخرج عن مبادئها في (ثورة الأرز) وألا يَقتلوا حاسة النقد، ويجب على النائب "سليمان فرنجية"، والجنِرال "ميشيل عون" أن لا يداهناه من أجل الانتخاب كما فعل حسن نصر الله في دعواته الانتخابية سابقا بأن أتى بـ"عمّار الحكيم" الذي أدخل الأمريكان إلى العراق وقال حرفيًا لبوش: (نحن رهن إشارتكم فاطلبوا ما تشاؤون) ذكرها بوش لرئيس الوفد. إن حزب الله أخطبوط الإجرام في العالم، فلماذا لا يكون إرهابيا! إن حزب الله الآن يسيء لمجلس التعاون الخليجي الذي لم يكن يعمل ضده إلى أن طفح الكيل، وإن خداعه بعض أوعية العلم من سنّة لبنان لن يُجديَه عندما يذوب الثلج! وختاما: يكفى أنه حزب فتنوي بين اللبنانيين أنفسهم، ويكفي أن كبار الشيعة انتقدوه وردوا عليه كالأمين العام "صبحي الطفيلي وعلي فضل الله وعلي الأمين وهاني فحص".