17 سبتمبر 2025

تسجيل

المقام العراقي

25 مارس 2016

الصديق والفنان القدير الدكتور حسين الأعظمي هو آخر جيل العباقرة من قراء المقام العراقي. والدكتور بجانب كونه يحمل لواء هذا الفن، فهو باحث ومنقب في تاريخ الغناء العراقي والعربي إجمالاً. وهو في كل موسم يطرح العديد من الدراسات والبحوث، ومنذ سنوات أهداني كعادته كتابه القيّم حول قارئات المقام. وكان استفساري عن اسم ورد ضمن مجموعة الأسماء وقلت للصديق العزيز إنها لا تحمل نكهة وطعم ولون المقام العراقي، خاصة إذا عرفنا أن هذا الفن قد ارتبط بالفنان وبخاصة الأسماء التي تركت في الذاكرة تميزها وتفردها مثل محمد البتانجي ويوسف عمر كأشهر اسمين، هناك الآن العديد من الأسماء ولعل أبرزهم كما أشرت الصديق حسين الأعظمي.أعود إلى الكتاب، فأرى أن الأبرز في هذا العصر كما أشار إلى ذلك العديد من الباحثين والدارسين الفنانة "أم ثريا – فريدة" ولكن الصديق العزيز صبري المخرج الكبير يعود بذاكرته إلى سنوات وسنوات وكيف أن الأغنية العراقية عبر تاريخها قدمت أصواتاً رائعة. بعض هذه الأصوات حاولت اقتحام هذا المجال الصعب. يتذكر الفنان صبري الليالي التي عاشها واستمتع بها واقترب منها مثل صديقة الملاية ومنيرة الهوزوز.هذا بجانب معايشته لسليمة مراد، زهور حسين، زكية جورج، عفيفة اسكندر وعشرات الأسماء، ومع هذا فإن هذا الفن قد ارتبط في هذا العصر بفنانة قادرة ومتميزة وتشكل مع الدكتور حسين أجمل قراء المقام في عصرنا الحالي. بشهادة الصديق صبري المتذوق للفن والذي عاش في محراب هذا الفن سنوات وسنوات.إذا كان الصديق الدكتور حسين يشكل جسراً للتواصل مع هذا الفن، فإن الفنانة القديرة "أم ثريا" هي واحدة من أهم الأصوات التي درست هذا الفن وعاشت في محراب هذا الفن، بل وشكلت مع رفيق دربها الصديق العزيز محمد كمر عازف الجوزة وهي آلة مرافقة لهذا الفن، وعبر كل مسارح العالم يرافق هذا العازف المبدع زوجته وصديق عمره الدكتور حسين في جولاتهما ولا يقتصر دور الصديق كمر على العزف. بل واصل دراساته العلمية حتى حصد أعلى الدرجات العلمية في مجال الموسيقى.الأجمل أن الفنان العراقي وفي ظل كل الظروف يحمل موسيقاه إلى العالم. ويغرد فوق كل أفنان العالم. هل الغناء والشدو مكمل عند الإنسان العراقي لطعم الحياة.. الإجابة.. نعم.ذلك أن صوت المبدع العراقي.. موسيقياً، شاعراً، يتردد عبر فضاءات الله.