18 سبتمبر 2025

تسجيل

الكلام المحمود لابن محمود.. فانتبهوا آل قطر

25 مارس 2012

مع أني منذ الوهلة الأولى عرفت مغزى كاتبنا المخضرم الأستاذ عبداللطيف المحمود في مقالته الاستثنائية يوم الثلاثاء 14 مارس التي كتبها في الشرق تحت عنوان "مجرم وقاتل قطري " وما أعقبه في المقال اللاحق تحت عنوان "القاتل الحقيقي" فقد برح بقلمه العتيد وبأسلوبه الروائي السلس ملامح المعضلة المرورية وتبعاتها المفزعة التي تتربص بالجميع دون خصوصية أو حياد. فقد عرفت المغزى المقصود من العنوان مباشرة عطفاً على معرفتي ضمن عموم من يعرفون سمات المجتمع القطري ومكونه خاصة في هذه المرحلة التي ينعم فيها الشعب القطري بجملة من المزايا الاستثنائية عن غيره من المجتمعات حالياً وتاريخياً بفضل الله أولا ثم عطاء قيادته المباركة مما أسهم في تدني مستويات الجريمة فيه وجنوح المجتمع عامة إلى العمل والرفاهية بل تظهر في أبرز ملامحه الهدوء والسكينة واستمرار تشريع الأبواب ونمطية بناء المساكن التي يستشعر ضمنها عموم الأمن ودعة الاستقرار وتلاشي الخوف بين الناس فالكل هنا من مواطنين ومقيمين مشغول في مهمته التي توفر له الكفاية أو تزيد. فالمجتمع القطري آمن على نفسه ومن نفسه دائماً لذلك ظل هم الأستاذ المحمود في مقالته استثارة هذا الجانب لدى عموم قرائه الذين استفزهم العنوان بينما الاستفزاز العام كامن وممارس مع الأسف خلف مقود القيادة في عموم المركبات التي تجوب شوارع البلاد وبتزايد مستمر وسريع. حقاً لقد مارس المحمود الاستفزاز وجلجل في ذائقة المتابعين الوجل الشديد في حبكته الروائية في سطور المقال. وليس أجمل من أن تصنع انقلاباً في كلماتك يستفز القارئ ويستنهض مشاعره نحو النقيض من الحدث فتلك حرفنة الكتابة وأرقى فنونها بل إن الأستاذ المحمود حسب اسمه ومقالته ارتكن في الفكرة على جملة مشاهد عامة تسترعي الإشارة إليها فالمحيط العربي الحالي قاتم ومخيف يتعايش مع الإحباط ويقتات أخبار القتل والتدمير صباح مساء بل وتغشى المجتمعات عموماً جرائم غريبة وجريئة في أهدافها وأساليب تدبيرها ومن جانب آخر كان يود كاتبنا أن يبرهن على سلامة الأمن في دولة قطر لولا حوادث الشؤم وممارسات الطرق العنيفة. فأنتم إخوتنا آل قطر تنعمون برغد العيش في كل جوانب حياتكم في محيط ملتهب بالفتن والصراعات بينما تمارسون القتل وداعة ورضا بينكم بتلك الآلات المعينة لمعاشكم فانتبهوا يرعاكم الله على حياتكم الغالية في وطن هو الأحوج إلى سواعد أبنائه في معركة كبرى تديرون فيها زمام البناء والتنمية. فحقاً لقد أعجبت كغيري بالمقالة المحمودية وأسلوبها وتوقيت نشرها المتزامن مع أسبوع المرور الخليجي الموحد. وليس ببعيد عنكم حجم الحوادث المرورية في بلادنا السعودية التي ناهزت 500 ألف حادث مروري حسب إحصاءات العام 2010م تمخض عنها 36 ألف مصاب و6 آلاف قتيل وهو حجم مخيف ومروع يصنع في المجتمع الخلخلة والإعاقة ويهدي الموت مجاناً للأسر ومعيلها بينما يمكن الحد من ذلك كله بالمزيد من ممارسات الوعي المروري وضوابط السير على الطرق. لذلك كنت أود أن تعمم مقالة المحمود على الوسائل الإعلامية الخليجية لنصدم مثلكم بطريقة الحبكة في المقالة فلن نقول نحو المقالة جميعاً سوى أن مقالك محمود وأنت محمود أستاذنا. [email protected]