19 سبتمبر 2025

تسجيل

نعم نحبّك يا "كويت" 

25 فبراير 2018

وقفة للكويت وشعبها مع قطر في أزمة الحصار المفتعلة 2017 وستبقى عالقة في ذاكرة الأجيال قطر وقفت مع الكويت ضد الغزو الغاشم 1990 واليوم ترد الدَّيْنَ لقطر في موقف تاريخي مشهود  يوم التحرير، واليوم الوطني، من المناسبات العزيزة على أهل الخليج في شهر فبراير من كل عام، واليوم تضرب الكويت المثال الذي يحتذى به في البطولة ومواقف الرجال التي لا تنسى في مساندتها الشجاعة لدولة قطر حكومة وشعبا، وهو ما ينم عن علاقات تاريخية متميزة بدأت منذ القرن قبل الماضي واستمرت حتى هذه اللحظة، في ظل الزعيمين الكبيرين (صباح وتميم). فالعلاقات التي تربط الكويت بقطر لا تحتاج منا إلى إعادة إشادة بها؛ لأنها متمكنة من كل قطري وكويتي حتى النخاع، كما جاءت الأزمة الأخيرة لتزيد من قوة الترابط والتلاحم بين البلدين، كصورة من صور المحبة بشكل أكثر مما مضى. ذكرى الغزو 1990:  هذه الذكرى المؤلمة ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين من القطريين والكويتيين بشكل خاص، وأهل الخليج بشكل عام؛ لما مرت به دول المنطقة في تلك الأيام من تحديات مفاجئة لم تكن في الحسبان، إذ لم يتوقع أحد منا أن يغدر الجار بجاره والأخ بأخيه، خاصة أن مجلس التعاون الخليجي كان قائما في ذلك الوقت من أجل توحيد الكلمة ولمِّ الشمل الخليجي رغم التحديات، ولكن حدث ما حدث، وتأزمت الأمور وانحدرت إلى الأسوأ في ظروف لم تكن متوقعة، مما دعى كل دول المنطقة إلى أن تهب للدفاع عن الكويت وحكومتها الشرعية بعد الغزو الغاشم في الثاني من أغسطس 1990 م، ومن ثم تحرير الكويت في مثل هذه الأيام من شهر فبرار من عام 1991م. وقفة الكويت مع قطر 2017 :   حيث ردت الكويت الدَّيْن لدولة قطر حكومة وشعبا، بعد ما ساهمت قطر بتحرير الكويت في تلك الأيام التي لا تنسى، ومنها الدور التاريخي للجيش القطري الذي تكلل بالنصر في معركة الخفجي، واليوم يأتي دور الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت الشقيقة من أجل الحفاظ على قطر من المساس بها أو الاعتداء عليها بأي طريقة كانت، فقد أعلنها سمو الأمير الشيخ صباح منذ اليوم الأول من الحصار الظالم ضد قطر، بأن الكويت ستقف مع قطر بكل ما تمتلك من الطرق الدبلوماسية الممكنة، من خلال المبادرة تلو المبادرة من أجل الإصلاح بين الأشقاء لحل الأزمة الخليجية العارضة وغير المتوقعة. صباح الأحمد ومواقف الرجال: ولهذا كان وما زال الشيخ صباح رجل المواقف الشجاعة في هذه الأزمة، وكانت جولاته المكوكية بين الدول الخليجية وغير الخليجية يأتي من أجل المحافظة على كيان مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعدم تهميش دوره؛ لأنه الضامن الأول لبقاء وحدتنا في المستقبل. وقد كانت قطر تؤيد كل الخطوات التي قامت بها الكويت من أجل نبذ الخلافات بين الأشقاء، كما تحدث سمو الشيخ تميم بن حمد أمير قطر عن جهود الشيخ صباح في أكثر من مناسبة لحفظ الأمن والاستقرار بين دول الخليج على الدوام وعدم اللجوء إلى أية أساليب لا تخدم دولنا في مثل هذه الظروف الطارئة.    نعم نحبك يا كويت: كويت العز والفخر، كويت الشموخ والإرادة، والتمسك بالهيبة والسيادة، من أجل توحيد الكلمة بين أهل الخليج العربي الواحد، فعاشت الكويت حرة أبية كما كنا نعرفها ويعرفها العالم بأسره، وعاش زعيمها وأمير الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد، أَمَدَّ اللهُ في عمره ومتَّعه بالصحة والعافية. كلمة أخيرة :      الوقت الراهن يحتاج منَّا إلى وقفة متحدة بين كل الدول من أجل نسيان خلاقاتنا الجانبية؛ لأن الحفاظ على الوحدة الخليجية يكون بِرَصِّ الصفوف وعدم تضخيم خلافاتنا، واللجوء إلى صوت العقل والحكمة في السعي من أجل إنهاء هذا الخلاف الذي لا يخدم شعوبنا ولا حكوماتنا أبداً.