18 سبتمبر 2025
تسجيلتمثل المشكلات المدرسية أحد أهم مشكلات الأطفال السلوكية حيث يقضي الطفل فى المدرسة من الوقت ما يجعل المدرسة بيئة غنية بالمواقف التي تكشف سلوك الطفل وتحدد مدى توافقه مع أقرانه فى عمره الزمني وتختلف سلوكيات الأطفال بالرغم من وجود خصائص مشتركة بينهم على حسب اختلاف تكوينهم النفسي الذي يعكس وسائل التربية التي تلقاها الطفل ومدى مناسبتها لصحة الطفل النفسية والاجتماعية وفى حين يتشاكى المعلمون من عناد الأطفال وشغبهم وسلوكهم التخريبي الذي تضج به جدران المدارس ، يتضجر الطالب من قسوة المعلمين وعنفهم اللفظي والجسدي وبين الشاكي الأنضج والشاكي الأصغر تتضاعف الفجوة وتعلو أصوات الضجر ويضيع الحق ويحتد الصراع وتكثر هنا التساؤلات هل المشكلة تكمن في الطفل المشاغب الذي لا يحترم القوانين ولا يعي معنى النظام ويتطاول على زملائه وعلى المدرسين ولا يقدر حجم الخطأ ؟ أم أن المشكلة فى المعلم الذي ينقصه العلم والمعرفة بسلوكيات الأطفال وخلفياتهم ومميزاتهم ومشاكلهم واضطراباتهم أم المشكلة فى الأنظمة التعليمية والتربوية التي أغفلت الجانب النفسي والاجتماعي للطالب والمعلم على حد سواء ، لتسود لغة الانفعال الجو التعليمي مما يفقده قيمته الحياتية المهمة أم المشكلة فى الأسرة التي لم تعِدّ الإنسان ليكون مدرسا ناجحا ولم تهيء الطفل للتعامل اللائق خارج حدود أسرته ؟؟؟ ومع كل هذه التساؤلات يظل الطفل هو العنصر الأكثر ضعفا فى الموقف على الرغم من القوة التي يظهر بها والتي من خلالها تتجلى عيوب المنزل والمدرسة فى تطبيق التربية فكرا وسلوكا إن التربية التي تؤهل الطفل ليكون ممثلا محترما لوطنه ولأسرته ولنفسه أولا ، هي التربية التي تقوم على مبدأ الاحترام وتعالج أبناءها من ثقافة التعدي على الآخرين وهي التربية التي تدرب الطفل على مفاهيم مثل الرقي فى التعامل وأدبيات التواصل مع الناس دون تعدٍّ أو ضعف إن العملية التعليمية لا يمكن أن تكتمل بمجرد حشو المناهج التعليمية في ذهن الطالب فهي عملية تأهيل وتهذيب لسلوك الطفل وتفكيره ، لذلك فإن انتقاء المعلم الناضج المطلع من أفضل وسائل إدارة شغب الأطفال ومعالجة مشاكلهم السلوكية إن الطفل الذي يظن البعض أنه لا يملك ملكة الإحساس هو المخلوق الأكثر تقبلا للتغيير والتعديل طالما تم احتواؤه بالحب والتقبل وإشعاره بالأمان .