14 سبتمبر 2025
تسجيلاشتكت سيدة من آلام شديدة في رأسها، وتحديدا في المنطقة التي تقع فوق أذنها، ومن شدة الآلام كانت تشعر أحيانا وكأن أحدا يوخزها في رأسها بأسياخ من حديد. لم تعرف علتها هنا، رغم أنها اضطرت إلى مراجعة طبيب أنف وإذن وحنجرة أولا، ثم طبيب أسنان، وبعده طبيب عظام لوجود اشتباه في أن السبب قد يعود إلى مشاكل في الفك. قررت المواطنة أن تسافر مع زوجها إلى بانكوك مثلما يفعل غيرها، وعندما راجعت المستشفى الأمريكي هناك، اهتدى الطبيب الذي كشف على أذنها إلى السبب فورا وبكل سهولة ويسر، حيث اكتشف أن لديها التهابا حادا في الأذن، وصرف لها مرهما للعلاج. يقول لي مواطن آخر ذهب للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية أان طبيبه الذي أشرف على علاجه، استغرب من وجود مرضى قطريين يعالجون في الخارج. وكان يسأله متهكما أنتم دولة غنية جدا فكيف تعجزون عن توفير العلاج داخل بلدكم؟! فمن المفترض، والحديث على لسان الطبيب الأمريكي، أن تتوافر في بلادكم أفضل المستشفيات والخدمات العلاجية. في الوقت الذي تصرف قطر بسخاء على القطاع الصحي، بل وتأتي الدولة في المركز الأول من ناحية الإنفاق الصحي، مازالت الخدمات الصحية فيها دون المستوى ويشوبها نقص كبير. وتقارير المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية أظهرت العام الماضي أن قطر تنفق أكثر من 1700 دولار على الفرد الواحد سنويا ما يجعلها أعلى دولة من ناحية الإنفاق الصحي بين دول الإقليم بما في ذلك دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وفي الحقيقة أن قطر، وفي إطار سياستها الرشيدة في توفير الحياة الكريمة لشعبها، تُسخر إمكاناتها المالية وتنفق بسخاء على قطاعات عديدة وليس الصحة فقط. ولعل من أهم القطاعات التي تنفق عليها الدولة أيضا قطاعي التعليم والبنية التحتية، ومع ذلك فإن هناك ثمة خللا في هذين القطاعين أسوة بالصحة! توافر الإمكانات المالية والموازنات الضخمة من المفترض أن يكون عاملا في تعزيز الخدمات العامة عندنا لا العكس.. فالمال خادم جيد، لكنه سيد فاسد.