13 سبتمبر 2025

تسجيل

بورسعيد يا وجعنا

25 فبراير 2013

يصدمني العنوان، يقبض على قلبي بألم موجع (115) مليون جنيه فاتورة اليوم الواحد في عصيان البورسعيدية! ما الذي يحدث في المدينة المسالمة الجميلة؟ أي غضب ذلك الذي يضرب مصر في قلبها؟ أي خوف ذلك الذي أصبح يشهر هلعه في شوارعها؟ كلنا بكينا أوجاع بورسعيد وفقد أحبتها، كلنا بكينا الدم المسفوح في الشوارع بغير ذنب، ووصمة السمعة السيئة عندما جعلوا المسالمين قتلة، كلنا مشفقون على قلوب أمهات تنزف دماً على أبنائهن الذين خرجوا ولم يرجعوا، كلنا حزانى على دموع بورسعيد الباكية هماً وهضماً، المظلومة عقوداً وقد عاقبها (المخلوع) بتجفيف مصادر رزق ناسها دون أن يهتز له جفن بعد أن كانت ترفل صباح مساء في وفرة وبحبوحة لم تتوافر لمدينة سواها! أتفهم جداً مطالب المدينة العادلة، أتفهم حجم الألم والوجع وأقدر كل المشاعر الموجوعة لكن ليست بلدي الذي يضرب مصر في قلبها، ليست بورسعيد التي تحرق أمها، وتعادي قاهرة المعز عداء سافراً، هل وصل الشياطين إليها؟ هل جاب المخربون شوارعها الطيبة بشرورهم؟ هل انتقل كل ما حدث أمام ماسبيرو، ومحمد محمود، والتحرير، طبق الأصل إلى بلدتي الطيبة؟ على كل هذه الأسئلة الموجوعة أجاب ضيف قناة الناس الذي أقسم بالله العظيم أنه يقول الحق، أنه جاء للقناة طالباً الخروج للناس في أي مقابلة ليعرف الناس الحقيقة التي يقولها لوجه الله نادماً، وخوفاً على حياته أخفت الكاميرا وجهه، وحُرف صوته، وقدم نفسه باسم مستعار وشرح كيف يصطاد المتحدث الرسمي باسم الشيطان زبائنه في التحرير، يقول: يأتي أحدهم ويجلس إلى جانب الواحد منا يسأله اسمك ايه؟ بتشتغل فين؟ وعندما يكون الجواب (عاطل) يأخد رقم الجوال ثم يقول (احنا عيزينك معانا، فيه ناس مظلومة وعايزين نجيب حقها) ونشتغل معاه وكل يومين نستلم 100 جنيه أو خمسين جنيهاً، الحشيش موجود، ويوفر لنا أكلنا وشربنا، ومثلي كتير ينامون في (عمر مكرم) وعندما نكون بعيدين عن الميدان يجمعوننا بتليفون ونتوجه للمكان الهدف، ساعات مكنتش أعرف احنا معترضين على ايه، صدقوني ناس التحرير مضحوك عليهم، معظم خيام الميدان فاضية ما فيهاش حد، متصدقوش القنوات بتسخن المواضيع، أحياناً بيصوروا أن واحد وقع مصاب ومابيكنش مصاب دي تمثيلية، في نهاية كلامه سأله مقدم برنامج (مصر الجديدة) عايز تقول للناس ايه؟ رد قائلاً لازم الناس تفهم أن ناس التحرير دول مش الثوار دول ناس مضحوك عليهم وفيه اللي بيستغل حاجتهم وفقرهم عشان يولع البلد، أنا مكسوف من أهلي عشان كنت بأكلهم حرام، وعاد مقدم البرنامج الوقور ليطلب منه القسم على ما قال فأقسم والله العظيم بقول الحق! إذن ممول حرق مصر يستقطب الفقراء والعاطلين، وحاجة الضعفاء تدفعهم ليكونوا أشقياء، هذا غير البلطجية الذين دأبوا على القيام بهذه المهمة الدنيئة، إذن ترك الثوار الميدان ليرتع الفلول محققين صفقات وضيعة لإسقاط الدولة، وأصبح مفهوماً الآن لأي متابع لمشهد التدميروالحرق، والاعتراضات، والوقفات الاحتجاجية، وقطع الطرق، واحتلال المترو، وتعطيل القطارات، والسطو على المؤسسات، وتأجيج الفتنة الطائفية وأخيراً العصيان المدني، أصبح مفهوماً أن الأمر كله مدبر، يموله ذيول النظام وكل من تضررت مصلحته من سراق وفاسدين ومنحرفين وناهبين للمال العام، تقاطعت مصالحهم مع نظام جديد أغلق صنبور الفساد، عوضاً عن حزب خراب مصر المشتاق للسلطة الذي يؤازر بكل أسف بعض بلطجة الشارع وتغيير النظام الذي لا يروق لهم بالعنف والقوة والعصيان المدني دون أدنى خجل من كونهم مصريين، المحرض إذن واحد، والمستفيد هو نفسه، ولعل وصول أمر تحريض عمال ميناء بورسعيد لحد الإضراب الشامل يدعو المجلس الرئاسي للاستجابة لطلبات أهالي الشهداء الذين استقر في نفوسهم أن الحكم الصادر ضد أبنائهم إنما جاء ترضية لألتراس الأهلي على حسابهم، وكلنا أمل أن يمر التاسع من مارس تاريخ الحكم على القيادات في مذبحة بورسعيد على خير ودون فواجع جديدة، بورسعيد كلها تنتظر هذا التاريخ لأنه في اعتقادها التاريخ الذي سيبرئها من كل ما ألصق بها من تهم، بورسعيد تنتظر فوق بركان غضب تفجر يوم 26 يناير الماضي ولم يخمد حتى الآن، كما ندعو الله أن يغل يد المتسللين إلى بورسعيد بحقدهم هم والخائنين مصرهم الذين يدفعون مدن القناة دفعاً لتكون تحت رعاية أجنبية في خطة مفضوحة، طبعاً بحجة حماية المجرى الملاحي، فضحهم الله ورد كيدهم في نحورهم. • طبقات فوق الهمس: • إلصاق الباطل بالنبلاء جرأة لا يتقنها إلا مجترئ على الله لا يخجل. • الآن أصدق القول الشائع إياك أن تجادل أحمق فقد يصعب التفريق بينكما. • الذين يشيحون عن كلام السوء، واتهامات السوء ليكون سكوتهم أعظم من أي دفاع أو رد عاقلون، ومحترمون أيضا. • حتى الاختلاف يمكن أن يكون بأدب، كثيراً ما ننسى ذلك. • ثبت أن حسن الخلق أصعب ما قد يكتسب في هذا الزمان. • كل واحد يمكن أن يكون (شتاما) متطاولاً على خلق الله وما يمنعه عن ذلك إلا تربيته، ونشأته، ودينه. • لو تصورنا أن من نغتابه قد سمعنا ورد علينا في أدب (الله يسامحك) لذاب بشر، وتساقط لحم وجوه! • دموعه الغالية: • النيل نجاشي الذي أبهج المواويل، ووشى ليالي القمر ببهجة أسطورية مازال حزيناً يجهش دونما صوت بالبكاء، يبكي هجر الأحبة شطآنه، وضياع الضحكة الفرحانة السارية بين جدائل شجر شاب فيها الفرح، ابيضت عيون الليل من النحيب فهل يسمع الذين يصطخبون ويرمون بعضهم بالدم ؟؟؟؟