19 سبتمبر 2025

تسجيل

تربية الجيل الجديد مسؤولية الجميع

25 يناير 2024

نعيش في عالم متغير سبقت سرعته سرعة الضوء، ليشكل إشكالية كبيرة في الإطار القيمي والأخلاقي، أثر على أساليب التربية الحديثة والقديمة حيث كانت العائلة والمدرسة جوهر التربية والتمسك بالعادات والتقاليد يعينها على ذلك النظام التعليمي والرقابة من قبل الدولة، وقسوة المعلمين في بعض الأحيان، لكنه آتى ثماره في خلق أجيال منضبطة ومقتدرة ومتمكنة من صنع مستقبل مميز لها ولبلدها. إن أولادنا من البنين والبنات هبة ربانية من عند الله عز وجل، يهب من يشاء الإناث والذكور بعد طول انتظار كي يلد الفرح وتعم البهجة لكل العائلة، والعاطفة الأبوية تدفع الوالدين لتقديم كل ما يملكون لأبنائهم وكل حسب مقدرته وإمكانياته ويوفرون كل ما يطلبونه من احتياجات من ملبس وطعام وصحة وتعليم وهذا واجب مفروض على الجميع، وهناك مطالب أخرى تأتي بالمرتبة الثانية من حيث الأهمية والتي يجب أن تدرس بعناية فائقة قبل الموافقة عليها، وقد تكون كمالية تثير حفيظة زملائه وأقرانه، وهذا الأمر في غاية الأهمية، فالتربية الصحيحة القويمة تخلق جيلا قوياً نبيها ذكيا يسهم في تطور بلده. مع التطور الحاصل في العالم، وزيادة عدد الخيارات في اقتناء وسائل الاتصال والاعلام، برزت إشكالية السيطرة على المنظومة العائلية والتربوية، فقد دخل زمن السرعة في كل شيء، وأصبح الآن معظم أبنائنا يمتلكون الهاتف الجوال والذي يحتوي على كل وسائل التواصل والاتصال، وأصبح هذا الهاتف عالما أصغر منما قاله عالم الاتصال ماكلوهان «من أن العالم أصبح قرية صغيرة»، ونقول له أصبح العالم هاتف جوال صغيرا. مع كل هذه التغيرات اختلفت التربية، واختلفت أدواتها وتغيرت المفاهيم والطرائق، وأصبح الآباء بحاجة إلى فهم واستيعاب أكبر مما سبق، فالنهر جارٍ وفي بعض الأوقات جريانه شديد يجرف كل ما حوله، لهذا يتوجب على الآباء أن يلبوا احتياجات ورغبات أبنائهم ضمن حدود المعقول، الذي لا يخل بحالة التوازن التي تحافظ على سلامة من قوى الشر والضلالة، والعمل على إعدادهم على محاربة إغراءات الحياة والدخول إلى معركة البقاء والتطور والحفاظ على قيمهم وأخلاقهم، ضمن موقف انتقائي يميز بين الخير والشر والصح والغلط. أسست دولة قطر الحديثة نظما قيمية وتعليمية مختارة من عدد من الأنظمة التعليمية المتميزة على مستوى العالم، وحافظت على المنظومة التربوية المتماسكة والمستمدة من تعاليم الإسلام الحنيف والعادات والتقاليد العربية الأصيلة. وكان هدفها تعليم الجميع ذكوراً وإناثاً، وخاصة الإناث اللواتي لم تتوفر لهن الفرصة الكاملة، فكان جيلا متعلما يشمل قطر كلها. يتحدث سترافوس يانوكا، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز» وهو المنتدى العالمي في مجال التعليم التابع لمؤسسة قطر، عن ضرورة إحداث تحوّل أساسي في مسار التعليم بغض النظر عن الصمود والمرونة. «تعامل قطاع التعليم في كثير من الأحيان مع التغيير بحذر، ولكن نظراً للحاجة الملحّة والمتزايدة لإمعان النظر في المستقبل، كان العامل الأساسي للصمود يكمن في الاستفادة من تجارب الآخرين ممن اتخذوا اتجاهات مختلفة خارج هذا النطاق». إنَّ دولة قطر بتوجيهات القيادة الرشيدة تولي اهتمامًا كبيرًا للتعليم باعتباره المكون الرئيسي للعنصر البشري، والرافد الأساسي للتنمية المستدامة، وجزءًا أساسيًا من رؤية قطر الوطنية 2030 التي تعتبر جودة التعليم إحدى ركائزها الأساسيّة.