19 سبتمبر 2025

تسجيل

سيد الإدارة

25 يناير 2021

لا عن مسؤولية أو وظيفة محددة نتحدث عنها أو نقصدها، وإنما عن سيدها وفارسها الذي يتحرك بها ويحرك غيره معه، ولديه الشعور العملي الصحيح والواضح في كيفية إدارة مؤسسته سواءً في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص، فمن المعلوم أن المؤسسة التي يوجد فيها مسؤول ناجح ومتميز واعٍ، تكون المؤسسة متميزة بأعمالها وخدماتها، وحركية بأداء موظفيها، فالإنجاز لا يُنسب لسيدها أو فارسها فقط، وإنما لجميع من ينتمي إليها ويعمل فيها، فهي تتحرك بروح الفريق الواحد، ويُسهم الجميع في نجاحات هذا الكيان المؤسسي من خلال مساحات أعماله المتعددة. فسيد الإدارة وفارسها ليس بالمنصب الذي يُعرف به، ولا بكثرة المناصب التي تُسند إليه ويشغلها، ولا بالقرارات التي يُصدرها بين فترة وأخرى، ولا بتقريب هذا وإبعاد الآخر، وهذا ما نراه ويراه الكثير في معظم المؤسسات، إلا ما رحم الله، متى ترحل هذه القيمة السلبية المزعجة عن واقعنا المؤسسي؟!. وسيد الإدارة وفارسها كذلك ليس بالذي يهدم ما بناه غيره، وإنما هو يُكمل المسير، وهو بعد ذلك يُصحح ويُعدّل ويطوّر ليس لشخصه وإنما للمؤسسة التي يعمل فيها. ولا هو كذلك بالذي تتعدد مناصبه ومهماته فتراه يمتطي جواد مؤسسته ويتحرك في مؤسسة أخرى، ويُنتدب في لجنة هنا وهناك، فتذهب قيمة التركيز وقيمة العطاء وقيمة الانتماء الحقيقي للمؤسسة الأم التي يتصدر موقعها ومنصبها. وفي الحقيقة، أسوأ واقع مؤسسي ذلك الذي يقوم به سيد الإدارة وفارسها على وأد الكفاءات الوطنية، وتنصيب شخص واحد في عدة مناصب داخل المنظمة ذاتها يتولى الكثير من المهام، وقد يكون ليس من أبناء الوطن، في أي عصر نعيش نحن، وأي عقول تحمل هذه القيم السلبية؟ فمتى تنتهي هذا المنغصات والآلام ونردم هذه الحفريات عن واقعنا المؤسسي الإداري، ونقدم الكفاءة الوطنية القوية الأمينة على ما سواها؟. وعلى كل عاقل سيد الإدارة وفارسها أن يُدرك كل معنى إيجابي في مؤسسته ومنظمته، وأن يعمل لها، وألاّ يترك كل ما في شأنه يمكن أن يملأ مساحات مؤسسته من الإنجاز والعطاء والأولويات، والاهتمام كذلك بالكفاءات، فانظر ما أنت صانع يا سيد الإدارة وفارسها في مؤسستك، وترقب رحيلك من منصبك يوماً ما، فكن سيد الإدارة وفارسها حقيقة لا شكلاً، يُذكر بالمواقف والأعمال والأداء المؤسسي الإيجابي الحي وهو على رأس عمله وبعد رحيله عنه. "ومضة" وإذا فقه وأدرك سيد الإدارة وفارسها القوي الأمين المسؤوليات الملقاة على عاتقه، أتى على رؤية ورسالة وأهداف مؤسسته ومنظمته كما يُريد-بإذن الله-، فأرسى قواعد العدل المؤسسي وحقق الإنجازات، وأبدع في الخدمات، وتحرك كل من معه في هذا المعنى، بل وأكثر. فدروس سيد الإدارة وفارسها لا تنتهي..! [email protected]