إذا زلزلت الأرض

حين تقرأ سورة الزلزلة، تشعر بان ارتباكاً عظيماً هائلاً قادماً سيحدث على الأرض، دون أدنى ريب، وتشعر بان البشر حينها، وهم في موقف الفزع والخوف، يتحدثون إلى الأرض كما لو أنها كائن يتكلم ويسمع..يقول الإنسان متسائلاً عما يحدث على الأرض حوله. ماذا يحدث وماذا جرى لهذه الأرض؟ فتجد كما لو أن الأرض يومها تبدأ تتحدث، وهي مخلوق جماد، فتقول بعد أن يوحي الله لها، بالحديث عن أخبارها، أو إن صح التعبير، تتحدث عن أخبار من كان يعيش على ظهرها، وما كان منهم من خير وشر.مشهد الزلزلة مرعب ومخيف في السور. ومن عايش لحظات الزلازل في الدول المعروفة بهذه الظاهرة الجيولوجية، يعرف معنى أن تكون آمناً مطمئناً تسعى إلى رزقك وعملك وتعيش حياتك، فتهتز الأرض فجأة من تحتك، فلا تعرف لنفسك قراراً ولا ثباتاً أو اتزانا..عرف الإنسان الزلازل بأنها من أكثر الحوادث الطبيعية المسببة في تدمير الممتلكات واهلاك الحرث والنسل، بسبب فجأة الوقوع. إذ لا تتيح الكثير من الوقت للاستعداد لها، على الرغم من التقدم العلمي في التنبؤ بها.حين نريد أن نصف أحوالاً كارثية في أي مجال، نقول بأن زلزالاً سياسياً وقع في دولة كذا، أو ان زلزالاً اقتصادياً دمر الأسواق، أو زلزالاً اجتماعياً بسبب قضية معينة، وذلك للدلالة على عظم وبأس وتأثير هذا الحدث، فتنطبع صورة ذهنية فورية عن العواقب والنتائج لأي زلزال يقع، سواء كان جيولوجياً طبيعياً أو معنوياً، كما بالأمثلة أعلاه.الزلزال في اللغة : هو الاضطراب الشديد والارتجاف أو الخوف والرعب. وقد يعيش أحدنا مواقف حياتية أشبه بالذي يعيش وقت حدوث الزلازل، حيث الهلع والرجفة والاضطراب، إضافة إلى تشتت الفكر والذهن، وعدم القدرة على التركيز سوى في شيء واحد فقط، هو كيفية النجاة، مع الاستعداد التام للتخلي عن كل شيء حوله من أحياء أو جمادات، ولسان حاله وقتئذ يردد: اللهم سلّم سلّم، وهي الكلمة ذاتها التي سيرددها البشر يوم الزلزلة، يوم القيامة.. التي نسأل الله أن يُحسن خاتمتنا جميعاً ويثبّتنا على دينه وطاعته.