19 سبتمبر 2025
تسجيلثقافة مفتوحة وسوقها مفتوح يدخلها من يدخلها لا يحكمها أي ضابط أو ميثاق أخلاقي، إنها ثقافة يتقنها ويمارسها أهل الانبطاح وأهل التنازلات والتملق والتلوّن، تحركها شهواتها وأهواؤها الباحثة عن تفعيل ذاتها والبحث لها عن مكانة سواءً في مجتمعاتها أو في المحيط الآخر. أسلوب يمارسه لقطف الثمار لمصلحته، وتكثير وتكبير رصيده، اليوم معك وغداً الطعن في الظهر ويكون ضدك وهكذا. مصلحتها أين؟ فهي تسير معها من دون أدنى وازع ديني ولا مراعاة لمبادئ وثوابت المجتمع وعموم الأمة، ولا احترام للعرف المجتمعي وأخلاقياته التي يسير عليها. إنها تبيع المبادئ والثوابت بعرض من الدنيا، إنه سلوك التبعية والاستسلام والإملاءات و"الروموت كنترول" والتسلق والتزلف والمداهنة. يتعرضون للعلماء والدعاة وأهل الصلاح والإصلاح وأهل الفضل والمكانة في هذه الأمة بحجج واهية وبالقيل والقال وبكلمات لا يقبلها كل عاقل أتاه الله من الفهم والعلم الشيء القليل، تراهم في الفضائيات في لقاءات معهم وفي برامج مرئية أو مسموعة يقدمونها وتقرأ لهم في كتاباتهم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إنها ثقافة الاسترزاق الضحلة الممتهنة الواهنة (( وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )). وأسوأ من يمارسها ويتعاطها من كانت له صفة الأكاديمية الجامعية أو حتى من يتصف بسمة العلم للأسف الشديد — إلاّ ما رحم الله —، أو من يسمي نفسه مفكراً أو مؤرخاً — ولا نعمم —.ومن يظن أو يهيأ له أن ثقافة الاسترزاق بالذي نقصده تجارة رابحة ورفعة في الشأن والصيت، فهو خاطئ ولو حظي بما ما أراد وحصل عليه، ولكنه انحدار واندثار ولو بعد حين، تكشف عوارهم وزيف ما يدعون ويتكلمون عنه وينادون به، هؤلاء سيطويهم الزمان بالنسيان ولا يذكرهم أحد لأنهم أرادوا الدنيا وبريقها. وتوقف عند كل من سلك ودخل سوق ثقافة الاسترزاق ومارس عملية المتاجرة ببضاعته المزجاة، فما عساك أن تجد؟ إنها ثقافة الزبد!"ومضة"قال الله تعالى (( فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض)) فتأمل....!