15 سبتمبر 2025

تسجيل

دموع تعز ومضايا

25 يناير 2016

إن ما يجري في تعز وقرية مضايا أمر يثير الشك حول هاتين المدينتين من التجويع والدمار والخراب. العالم يتفرج. التلفزيونات تعرض الصور كخبر فقط دون أن تتحرك القنوات لبرامج لدعم هؤلاء ونجتهم وتتسابق للسبق الإخباري فقط.. أما القيام بحملة إعلامية لدعم ونصرة هؤلاء فهو ليس واردا عندهم. والأمم المتحدة تغالط وتأخذ المساعدات لتسلمها للحوثيين وتتعمد ذلك لأسباب معروفة وسقط الواجب بعد أخذها للخدمات الإدارية من المساعدات بنسب معينة.. ولم نجد أصدق من مركز سلمان والمساعدات الخليجية لأنها أخوة عربية إسلامية.ولكن هناك سؤالا لماذا تأخر تحرير تعز ولماذا السكوت على ما يجري فيها لماذا تتوسع قوات الحرس الجمهوري التي تلبس ثياب الحوثيين وتدعي أنهم حوثة وهم جيش الرئيس السابق وابنه لينتقموا من الشعب اليمني في تعز انتقاماً لسبتمبر و2011 وبعصى إيرانية التي تدمر وتقتل. فمن يطلق الصواريخ ويحركها هم ضباط إيرانيون. إيران التي لجأت لسلاح الحصار من مضايا في أبشع صورة إنسانية لم تحرك الأمم المتحدة ولا أمينها العام والدول التي تدعي الحضارة، وكذلك كارثة الرمادي والموصل بين وجهي العملة الإيرانية داعش والحشد الشعبي اللذين هما أدرعة إيران في العراق. وكارثة العراق يشيب لها الرؤوس وكذلك مضايا وسائر المدن السورية تدمر. ونحن ننتظر لافروف وكيري اللذين يلعبان بعواطف الناس ويسخرون من أحوال الناس الضحايا. ونحن والحمد لله نكتفي بالاستنكار والإدانة. لنا إخوة في تعز وقراها مهجرون مشردون، وقنص وقتل وانتهاك أعراض وتهجير والعالم يتفرج، وشباب يقاتل بلا دعم وإنما بيانات تلفزيونية وتصريحات لا تطعم جائعا ولا تسقي عاطشا، وتؤمن خائفا.. لما مضت إلى الآن فترة طويلة، وهناك قوى خفية تلعب بالخفاء للانتقام من تعز وتدمير أهلها وقتلهم جوعاً وعطشاً ومرضاً. أين أخوة الإسلام أين خوف الله. ليعلم الجميع أن ضحايا تعز سيمسكون برقاب هؤلاء يوم القيامة عند الحساب وسوف يشكونهم إلى الله. وكذلك مضايا والرمادي سيشكون إخوانهم العرب في خذلانهم لهم. للأسف هناك عرب يطربون ويغنون ويضحكون وهم يسمعون أنين الأطفال والنساء والشيوخ في مضايا المحاصرة وتعز والرمادي.. وإيران تلعب مع حليفتها إسرائيل لتصرف النظر عن هذا وغيره بقضايا مناورات كاذبة. نعم هذا الحاصل إيران تلعب دور إسرائيل بالنيابة، فعندما تهب العاصفة تنحني لها حتى تمر وتخرج منها بسلام وبأقل الأضرار ثم تعود كما كانت. هل بفقه العرب ذلك. ولذا كانت الاجتماعات الأخيرة تعدوا الشجب والاستنكار والإدانة، وكان العالم العربي والإسلامي ينتظر سحب السفارات وإغلاقها وقطع كافة العلاقات حتى تعود إيران لرشدها ولكن للأسف الكل في سبات ورجال إيران وحلفاؤها حرفوا المواضيع وأبعدوها عن شبح الحرب ولم يكن هناك خيار سوى إيقاف إيران عند حدها بالوحدة وتجاوز الأحداث والضغط على المتصارعين بتقديم تنازلات للمصلحة العليا للأمة. وللأسف فإن عددا من القيادات الشعبية والدينية التي باعت ضميرها وشرفها لإيران مقابل مال ستخسر لأن إيران تستفيد منهم وتنتقم بهم ثم ستلفظهم وتتركهم. هذه هي إيران حليفة إسرائيل. وصدق العرب سنوات خداع المحللين بوجود خلاف إسرائيلي إيراني حتى نادى البعض بعلاقات مع إسرائيل وهؤلاء لا يعرفون أن إسرائيل هي التي تحرك هذه اللعبة وليست غائبة وإنما هي وراء الكواليس وستثبت الأيام ذلك.ما يجري في مضايا والرمادي وتعز عار في جبين كل عربي ومسلم مهما كان، لأن هذه الممارسات تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان. وأعجبني الدكتور عز الدين الأصبحي الذي ناشد والذي قام بجهود كبيرة ولكن "مغني مع أخرس" ويؤذن بمالطة لا يفهمه أحد. آن الأوان للتحرك لنصرة مضايا. وروسيا تدمر وتقتل لإعادة الأسد لقوته وسيطرته بالقوة وإجهاض الثورة، وكذلك تعز يريدونها أن تسلم لطغاة الأئمة والعنصريين الذين دمروها بالأربعينات، وستظل تعز عرضة للإرهاب وقمع الصفويين اليمنيين وحلفائهم الإيرانيين وهم يناشدون العالم الإسلامي لا نريد بيانات وكذلك مضايا. تعز ومضايا والرمادي تصرخ وا إسلاماه وا إسلاماه ولكنها لم تصل لأنه لا معتصم لنا اليوم للأسف الشديد!!