17 سبتمبر 2025

تسجيل

الفساد الذي مرر حياة العباد

25 يناير 2016

* كل الذين يحبون أوطانهم مفروض ألا يأكلوا ألسنتهم إن كانوا فعلا محبين، منتمين، يوجعهم ألم الوطن، ويحزنهم خسرانه، ولا يغيب على لبيب أن الاشارة إلى الخطأ هي خير وسيلة لعلاجه، وان الاعتراف بالخطأ هو خير وسيلة لاصلاحه، وان الخطأ الفادح المستدام هو أكلشيه (كله تمام) التي نسمعها من المسئولين في قطاعات الدولة المختلفة كلما أطلوا علينا طلتهم البهية في التلفزيون، لا يهمهم الوطن، الاهم ما يصل النافذين من خيرات وظائفهم، ومناصبهم، ولم يكتف المتربحون من عقود وقد انتفخت أرصدتهم، الى الآن ينهبون، يكشف عن ذلك ما نتابعه في الصحف من (بلاوي) النهب التي لم يسلم منها كبراء، ووجهاء، ووزراء، ومسؤولون، أصر كل منهم على تقاسم كعكة الوطن دون ترك حتى الفتات، حتى أفقروا الوطن، وضيعوه! السؤال، كيف التصدي لفاسدين شفطوا خيرات الوطن الطيب بالسلطة ونفوذها بينما تعيش الأكثرية على حافة الحياة ليس معها إلا أوجاع فاقتها، وفقرها؟ كيف يتنفس الوطن المتعب وبعض الحرامية ما زالوا على كراسيهم الهزازة، يختبئون ببجاحة خلف شعارات الشرف الذي هو منهم براء؟ والى متى سيظل الناس يسمعون مسؤولا يقول في مؤتمره (لا فساد بعد اليوم، سأضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين) ثم بعد أيام يرونه مقبوضا عليه في قضية فساد بالمليارات؟ الى متى يعيش الناس الصدمة بين الأقوال والأفعال؟ من يريد وطنا متعافيا فليقل كيف السبيل لبلوغ المراد، وقطع يد الفساد التي مررت حياة العباد!* الى متى يرتكب كثيرون إثما لا يعاقب عليه القانون بطريقة (الفهلوة) وعمل ما لا نتقن، وادعاء العلم فيما لا نفهم، والاستهتار، والاستسهال، واللامبالاة حتى يعم الخراب؟ الى متى يوضع الرجل غير المناسب بالواسطة، والمحسوبية، والفلوس مكان رجل مناسب يحوذ كل مؤهلات المنصب ولا يعين فيه؟ الى متى يوكل الامر لمن يفتقد الرؤية، والخطة، والقرار مجاملة لفلان أو علان بينما هناك عقول تستطيع الابتكار، والانجاز بفهم ووعي؟ من أراد وطنا متكافئا فليعدل الموازين.* يستجير الناس من المحليات وما تفعل دون ضابط، ولا رابط كأنها دولة داخل الدولة، مثلا بتاريخ 29 نوفمبر الماضي قرأت في الاهرام المسائي استغاثة، عبارة عن نداء لرئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء من مواطنين يطلبون حمايتهم من موظفي (حي أول) بالمحلة الكبرى الذين يطلبون تبرعات جبرية بدعوى أنها أوامر من المحافظ لصالح صندوق النظافة!! هل من حق المحافظ فرض تبرعات؟ وهل من حق موظف (الحي) الامتناع عن تخليص معاملات الناس الا بالدفع؟ ذكرني الاعلان بأحد الموظفين الذين قابلتهم بمكتب مساحة المنصورة والذي أكد لي ونحن نتحدث عن الفساد المستشري أن بعض موظفي مكتب المساحة يتصلون بمعارفهم ليقدموا طلبات كشف مساحة على أراض تأكدوا أنها لمسافرين من مدة طويلة، أو لأموات انقطع نسلهم، أو لمهاجرين تركوا مصر، ليتم بعد ذلك بيعها بعد استخراج كشف المساحة والمضي باجراءات المحكمة لحيازة الأرض زورا وبهتانا!! هذا شاهد من مطبخ المساحة عرف الكثير من أسرار السطو على أراضي الناس، وكيفية نقل الملكيات لمجرد غياب أصحاب الارض، أو انشغالهم! آخر قال لي إن صديقه اغترب عقودا وكان قد اشترى قطعة ارض لأولاده، وعندما عاد وجد أرضه التي تقدر بالملايين برجا بناه أحد اللصوص بأوراق (مضروبة) بمعاونة عديمي الضمير من المحليات، ولم يحتمل الرجل الصدمة، طب ساكت!! الى متى تعيث المحليات فسادا بسرقة شقاء العمر من أصحابه بالرشا، والعطايا، والتزوير في أوراق رسمية لنقل ملكيات ناس لناس دون أن يهتز فيهم ضمير؟ ما السبيل لاعادة حقوق الذين ماتوا حسرة على ضياع ممتلكاتهم، أو الذين يرقدون في الانعاش بعد عجزهم عن استرداد ما سرق منهم؟ أعرف بالمناسبة من سرقت سياراتهم وهي جديدةوسيظلوا لسنوات يدفعون أقساطها صاغرين! من ينصف كل هؤلاء، من يرفع عنهم قهرهم ويعيد لهم حقوقهم؟ السؤال للبرلمان.* بعدما قال وزير التجارة والصناعة أن المستثمر يحتاج أكثر من ثلاثة أشهر لاستخراج تراخيصه، هل من أمل في كلام مثل جذب الاستثمارات، ومناخ التنمية، ودفع عجلة الانتاج، والقضاء على البطالة، وعودة السياحة، وانعاش الجنيه، وتغير المايل الى معدول هايل؟؟* طبقات فوق الهمس* زمان زمان في الشتاء البارد عندما كان صوتها يتسلل الى سمعي من الحجرة المجاورة، وهي تغني لاخي الصغير وتهدهده لينام كانت الطمأنينة تتسلل الى روحي، فأغلق أجفاني، ورويدا رويدا يأخذني الدفئ الى نوم عميق حتى الصباح! هذه لحظة هاربة، مازالت نابضة في ذاكرة القلب، أحن اليها كلما جاء الشتاء، ففي شهر يناير تحديدا، وايام كهذه ودعت أمي الوطن، رحلت وكبرنا لنمر بأيام قد يستعصي فيها النوم وقد لا تقوى أجفاننا على الغمض ساعة! رحم الله أمهاتنا رحمة واسعة.* أتأمل الكوب الذي في يدي، والماء الذي يملؤه، وأتأمل الماء الذي توقف بمجرد اغلاق الصنبور، أتأمل كيف انقلب الماء المسالم الى سيول وحشيه تتجمع وتحتشد لتغرق شوارع، وقرى، وبيوت، ومدن بقوة ضارية يستعصي علينا الوقوف أمامها، أو ردها، أو حتى النجاه منها وقد اندفع الماء آخذا في طريقه كل ما يقابله حتى البشر! قصة الماء الجبار تقول تأملوا الطوفان الهادر الذي أصله نقطة ماء!!!.* كل تفاخرنا كعرب يبدأ بـ (كان) و (كنا) متى تحل علينا (أصبحنا) ليسكت (الماضويون) الذين يتباهون بشعر أجدادهم بينما يعانون الصلع؟؟. * أنصت قلبي لدعائه وهو يقول: اللهم اجعل للسكينة في قلبي سكنا، وعلمني الشكر على النعمة، وقني من الضلالة بعد الهدى، والغي بعد الرشد، والزيغ بعد اليقين، والسلب بعد العطاء، اللهم ادخر لي من رحمتك لليوم العسير ما ينجيني ويجنبني أهواله..آمين.