11 سبتمبر 2025

تسجيل

نسائم يناير تهب من جديد

25 يناير 2015

ها هي رياح يناير تهب من جديد، وها هم الطغاة والمفسدون يرتعشون في حصونهم، فلم يعد يناير مجرد ذكرى لدك حصون الظلم وأوكار الفساد، بل أصبح رمزا لحياة دبت في جسد الأمة من جديد، ودماء تدفقت في عروق تصلبت.. ولحظة صدق ولد فيها جيل جديد لا يقبل الظلم ولا يستسلم للقمع.وها هم الطغاة والمفسدون يتحصنون في قلاعهم وإن كان إعلامهم وصحفهم تقول بغير ذلك، فإن غرف عملياتهم ومطابخهم السياسية المنعقدة على مدار الساعة تقول لك الحقيقة.. فلا همّ لهم اليوم ولا شغل إلا أن تنقضي هذه الأيام وهم جالسون على كراسي الحكم جاثمون على صدور الفقراء والمستضعفين والمهمشين، ينهبون أموالهم ويجلدون ظهورهم وبطبيعة الحال فإنهم لن يتمكنوا من ذلك إلا بأجهزة نظام مبارك التي طالما ولغت في دماء المصريين ولا تزال بصماتها محفورة على ظهورهم.. ورجال أعمال عصر مبارك الذين طالما نهبوا أموال المصريين وجوعوهم وأذلوهم للحاجة والسؤال.. وكومبارس السياسة في عصر مبارك الذين خرجوا من جحورهم، أو قل من قبورهم، ليؤكدوا أن ثورة العجائز المضادة قد هزمت ثورة الشباب!!عادوا جميعا لينتقموا من كل شركاء ثورة يناير.. وكل من رفض الظلم والقهر.. ورفض معه الاستبداد والديكتاتورية والفساد في شهر يناير.. عادوا ليدشنوا حقبة جديدة من الظلم لشعب أنهكه الظلم وحنى ظهره القهر وحفرت السياط على ظهره حفرا وأخاديد. فهل ندعهم يستأنفون مسيرتهم ويكملون إحكام قبضتهم على ما تبقى من كرامة شعبنا وحريته؟. هل ندعهم يجهضون ثورتنا ويقتلون معها ما حلمنا به للأجيال التالية؟! أيها الشعب المصري العظيم، إذا كنت قد فجرت ثورتك في يناير 2011 لأن الظلم والفساد قد بلغ مداه.. فإن الظلم قد عاد اليوم أبشع مما كان والفساد قد جاوز كل مدى.. فها هو الظلم يبلغ اليوم درجاته القصوى وها هي رياح يناير ونسائمه تهب من جديد.. فهل ندعها تمر دون أن نقتنص حريتنا ونظفر بكرامتنا؟ هل ندعها تمر دون أن ننقذ فقراءنا الذين يسكنون المقابر وعشش الصفيح؟! هل ندعها تمر دون أن نضمن العلاج لمرضانا الذين يلقونهم خارج المستشفيات على الأرصفة؟! هل ندعها تمر دون أن نوفر سكنا لملايين الأطفال المشردين في الشوارع بلا غطاء ولا فراش في هذا البرد القارس؟! هل ندعها تمر وملايين الشباب العاطلين لا يجدون عملا يشغلهم ولا راتبا يكفلهم؟! هل ندعها تمر وبناتنا في السجون يتعرضن لأبشع الانتهاكات وفي الشوارع يضربن بالرصاص؟! هل ندعها تمر وعشرات الآلاف من أبرار مصر وأبطالها يتعرضون في سجونها للمذلة والمهانة؟ 25 يناير - وكل 25 يناير - يجب أن يحمل صيحة إنذار لكل قوى البغي والظلم والعدوان، إننا لن نقبل أن نعيش في بلادنا كما الحيوانات في حظائرها، يحبسها مالكها وقتما شاء ويطلقها إذا أراد، وهو في الحالين إن شاء أطعمها وإن شاء حرمها من الطعام.. 25 يناير لابد وأن يحمل دائما رسالة الشعب المظلوم إلى ظالمه ورسالة الشعب المقهور إلى جلاده، فهي رسالة الشعب التي يوجهها لكل من يتآمر على حريته ورزقه، فيجب أن تصلهم بذات القوة التي يدافع بها الإنسان عن حريته ولقمة عيشه.عندما يأتي يناير يجب أن يعيدوا حساباتهم ويعلموا أنهم لا يمكنهم أن يستمروا في حكم هذه البلاد بذات الطريقة.. يجب أن تصل الرسالة لهم ولكل حلفائهم، أن المراهن على هذا النظام واهم أو مخدوع.. كما أن عاقبة الظلم وخيمة.. وعقاب الله للبغاة أسرع مما يتصورون.