14 سبتمبر 2025
تسجيللم يكن الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود (1924 — 2015) ملك المملكة العربية السعودية الذي غادرنا إلى الدار الاخرة قبل ايام شخصا عاديا، بل كان شخصا تاريخيا واستثنائيا في مسيرة السياسة السعودية بشكل خاص والسياسة العربية بشكل عام، فهو رجل السلام، ورجل الحزم، ورجل المحبة، ورجل الاعمال الخيرية لجميع البلدان العربية والاسلامية التي وقف معها في السراء والضراء، بجانب انه الحاكم السعودي الاول الذي عمل في حياته على نقل السلطة في المملكة بسلاسة وبطريقة دستورية من خلال تأسيسه لهيئة البيعة سنة 2006 م عبر العمل على اختيار الملك وولي العهد واعضاء الهيئة من سلالة المؤسس، فهو رجل دولة من الطراز الرفيع بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى، فقد كان صاحب رؤية ثاقبة. وبقدر ما كان — رحمه الله — شخصا مميزا من بين الحكام العرب والمسلمين في العصر الحديث فقد عرف عنه حبه لوطنه وشعبه وامته، حيث اشتهر بتبني قضايا الامتين العربية والاسلامية والدفاع عن مصالح هذه الدول، ولم يقف حبه لدينه كذلك عند اي حدود، فقد عرف بغيرته على الاسلام ونبذ التطرف والغلو في الدين والدفاع عن تمسك المملكة بالدين دون خوف او تردد من خلال تطبيق الشريعة بحذافيرها، وكذلك تبنيه للعديد من المبادرات والاعمال الخالدة في تاريخ السعودية المعاصر، وكانت بارزة على الصعيدين المحلي والخارجي، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:— سيره على نهج والده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (1876 — 1953) في شتى مجالات الحياة ومنها خدمة الاسلام داخليا وخارجيا.— استحداثه للكثير من الاصلاحات داخل المجتمع السعودي.— دعمه للقضاء بالمملكة.— مكافحته للفساد والفقر.— مساندته للمرأة السعودية ومشاركتها في مجلس الشورى لاول مرة.— ترسيخ منظومة الأمن والرخاء داخل المملكة.— محاربته للارهاب والتطرف وللحروب الطائفية داخل المجتمعات العربية والاسلامية.— دعمه لمسيرة البناء والتنمية داخل المملكة والارتقاء بالمجتمع وتطوير مؤسساته.— تطوير القوانين والتشريعات والارتقاء بالاقتصاد السعودي.— اعلانه للكثير من المبادرات العربية والاسلامية بهدف الوحدة ولم الشمل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير.— وقوفه مع بعض الدول العربية والاسلامية لني حقوقها المسلوبة ومنها القضية الفلسطينية التي ساندها حتى آخر رمق.— مواجهته لبعض التحديات الخارجية للامة العربية مثل ما حدث في العراق واليمن وتونس وليبيا ومصر ولبنان وسوريا وغيرها من الدول، فقد كانت المملكة في عهده دولة مسالمة للجميع مع التأكيد على مواقفها الثابتة في مثل هذه الظروف.كلمة أخيرة:رحم الله خادم الحرمين الملك عبدالله، ولله الأمر من قبل ومن بعد.