12 أكتوبر 2025

تسجيل

نفسك قبل غيرك...

25 يناير 2014

كثيرٌ منا يرغب في مساعدة الآخرين في أمورهم وقضاء حوائجهم، بل ربما وجدت أناساً يؤثرون الغير على أنفسهم، رغم الحاجة الماسة إلى بعضالاهتمام بالنفس ورعايتها.. ومن هذا المنطلق أجد أهمية كبيرة في إحداث نوع من التوازن في مسألة قضاء حوائج الناس وحل مشاكلهم إن كان أحدنا صاحب قدرة على ذلك، وبين الاهتمام بحوائجه هو ذاته وحل مشاكله وعدم التضحية بها في سبيل الآخرين، وإن كانوا على درجة من الأهمية كبيرة، فالأولوية للنفس قبل النفوس الأخرى، ولكن لماذا النفس قبل الغير؟ جواب السؤال أعلاه، هو أن الاهتمام بالنفس أولاً وقبل الغير له أصل ديني، بمعنى أنك ستأتي يوم القيامة، يوم الحساب والكتاب، وأنت بمفردك لا أحد معك أو ينفعك، "اليوم الذي لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم". هذا دليل واضح أنه لا أحد سينفعك إن كنت مقصراً في دنياك.. وربما يومها تتوسل إلى ابنك أو زوجتك أو حتى أمك أن يمنحوك بعض ما لديهم من حسنات أو تطلب منهم أن يسمعوك أو يقفوا معك لحظات تشرح لهم وضعك، فربما لانت قلوبهم يومئذ ولكن عبارة نفسي نفسي هي الطاغية يومها، فلن تجد آذاناً صاغية من أقرب المقربين إليك، بل ستراهم يهربون منك، وأنت الذي بذلت الغالي والنفيس في الدنيا من أجلهم.. لا أعني بهذا الحديث أن نتجاهل الأرحام والأهل والأصدقاء أو تنقطع صلات الرحمة وعلاقات الود والمحبة والتعاون بين الناس.. لا، ليس أعني هذا أبداً، لكن بالقدر الذي نقوم في الدنيا بتعزيز علاقاتنا مع الغير ونسير في حاجاتهم، فإنه بالقدر نفسه على أقل تقدير، مطلوب أن يهتم أحدنا بنفسه وحياته، لأنه لن ينفعنا أحد في غدنا سوى أنفسنا.. وهذه حقيقة مهمة لابد أن نعيها ونحن نتفكر في مسألة كيفية إدارة أحدنا لحياته، تلك الحياة التي لا نعطيها إلا أقل القليل، في الوقت الذي تستحق منا الكثير والكثير.. أليس كذلك؟