18 سبتمبر 2025

تسجيل

مسيرة الإسلام في القوقاز (4)

25 يناير 2014

قال صاحبي: جاء العثمانيون عام 1299 م، ليحكموا الأناضول، وليفتح محمد الفاتح القسطنطينية عام 1453 م، ثم جاء تيمورلنك وأقام امبراطورية ثم تمزقت بين أولاده وأحفاده الذين كانوا قد أخلصوا للإسلام وحضارته إلى أن أقام ظفر الدين باير حفيد تيمورلنك الامبراطورية التركية المغولية في أفغانستان والهند، وواصل نشر الإسلام في الهند بعد أن كان محمود الغزنوي قد نشره. وهكذا حكم الأتراك المسلمون جميع البلاد من شبه جزيرة البلقان في شرق أوروبا والشاطئ الشمالي للبحر الأسود والقرم والقوقاز إلى تخوم الصين في النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي، ولقد مر العالم الإسلامي بأحداث مهمة خلال مطلع القرن 16 الميلادي كان لها آثارها البعيدة على علاقات الدولة العثمانية بممالك آسيا الوسطى والقوقاز، فقد أدى نشاط حركة الجهاد الإسلامي في شرق أوروبا حتى سقوط القسطنطينية، أدى لدخول إسلام بول منطقة القرم وقفقاسيا، وخوض صراع طويل بواسطة حليفها خان القرم على أملاك دولة "التون أوردا" في قازان واستراخان مع إمارة موسكو: انتهت بإلحاق الدولة العثمانية القرم تحت حمايتها، وضم موسكو لقازان واستراخان. ومنذ ذلك الحين أصبح للدولة العثمانية نفوذ في القرم وعلاقات وطيدة مع "خانات القرم". وعلى الرغم من عدم وصول هذه العلاقة لدرجة التبعية التامة كولاية عثمانية، إلا أن تابعي خان القرم كان يأتي من الأستانة رأساً، وكانت شؤون القرم الداخلية تترك لخان القرم يديرها بنفسه.ومن ناحية أخرى، فقد كان لظهور إمارة موسكو كقوة، شجع أميرها على المطالبة بلقب القيصرية من بابا روما، الذي كان هو الآخر حريصا على دفع روسيا القيصرية لحمل راية الصليبية ضد العالم الإسلامي، كان لهذا كله أثره العظيم في توجيه القيصر الروسي ببصره صوب الممالك الإسلامية.ومنذ ذلك الحين، بدأ الروس يعدون العدة لتثبيت دولتهم وبسط سلطتهم، فتوجهت جيوشهم بوحشية بربرية زاحفة نحو الشرق لإخضاع تلك البلاد لإسلامية الشاسعة والقضاء على سكانها الآمنين المطمئنين.هذا وللحديث بقية.