حمد المهندي وسعيد الكواري.. في ذاكرة قطـر

في ذاكرة الوطن تعيش العديد من الأسماء التي خدمت هذه الأرض وقدمت لها إنجازات كبيرة من أجل مستقبلها المشرق، ولهذا فإن الوطن لن ينسى هذه الكوادر التي عملت بصمت فكان حقاً علينا تذكرها عبر هذه السطور وعدم إغفال دورها الريادي في عمليتي البناء والتنمية بعد رحيلها بالأمس القريب. (1) حمد المهنّدي هو المهندس حمد مبارك سعيد آل إبراهيم المهندي، من أبناء مدينة الخور، وأحد الكوادر التي أدت دورها على أكمل وجه في مجال النفط والغاز.. متزوج، ورحل عنا قبل أسابيع عن عمر ناهز 65 سنة، من مواليد منطقة (العقدة) بقرب مدينة الخور عام 1956 م، وقد تعلم في المراحل الدراسية المختلفة في الخور وحصل على الشهادة الثانوية عام 1978 م، ثم انتقل للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الهندسة حتى تخرجه فيها عام 1984 م، وأول وظيفة له بعد تخرجه كانت في منظمة الخليج للاستشارات الصناعية ثم انتقل إلى قطر للبترول بوظيفة (مهندس تخطيط) في إدارة الصيانة في رأس بو عبود حتى سنة 1994 م، حتى تم ترشيحه للعمل في رأس غاز إلى أن أصبح رئيساً تنفيذياً. أجرى معه الباحث والمؤرخ محمد بو هندي من متحف قطر الوطني مقابلة توثيقية عام 2015 م ضمن سلسلة تاريخ قطر الشفاهي، وهو مشروع وطني ضخم تم في الفترة ما بين (2011 - 2015). له من الأبناء: - سعيد - مبارك. وأخ كل من: - عبدالعزيز - راشد - علي - عبدالله - محمد - عبداللطيف - عبدالوهاب. ونظراً لمساهماته الخلاقة، أقامت قطر للبترول عام 2018 م حفل وداع وتكريم على شرف الفقيد حمد المهندي الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة رأس غاز. وقد التحق المهندي بقطر للبترول عام 1985 م قبل أن ينضم في عام 1994 م لشركة رأس غاز التي تقلد فيها عدداً من المناصب القيادية في إدارة عدد من المشاريع ومديرا لإدارة العقود، وفي سنة 2004 م تقلد منصب رئيس العمليات في رأس غاز قبل أن يعين رئيساً تنفيذياً للشركة عام 2015 م. يقول عنه أحد المغردين: “عرفناه في حبه لدينه ووطنه.. محباً للخير وصاحب أخلاق عالية.. محتسبا وصابرا لما أصابه من مرض.. وسعى لأعمال البر والتقوى.. وصاحب مبادرات مجتمعية نافعة“. (2) سعيد الكوّاري هو المهندس سعيد مبارك شاهين آل سيف الكواري، رحل عنا قبل أيام وهو في سن العطاء والإنتاج وكان عمره حين وفاته 62 سنة أي أنه من مواليد قطر عام 1959 م. له من الأبناء: - مبارك - سلطان - عبدالرحمن - محمد. وأخ كل من: - شاهين- عيسى- محمد- عبدالله - يوسف- عبدالعزيز وله (2) من الشقيقات. والمهندس سعيد شغل عدة مناصب إدارية في الدولة، منها منصب المدير العام في الشركة الوطنية لصناعة الأسمنت في الفترة ما بين (1989 - 1994)، وكان متفانياً ونزيهاً في عمله، كما تقلد عدة مناصب أخرى، وهو خريج تخصص (هندسة صناعية) من الولايات المتحدة الأمريكية، بجانب نيله الدبلوم في الإدارة العامة، وقد حضر وأدار عدة دورات متخصصة في مجال ( الإدارة العليا ومهارات الإدارة والتوعية). كما شغل منصب عضو مجلس إدارة (بنك التنمية الصناعية) منذ عام 1996 م، وكذلك مدير (إدارة التنمية الصناعية) في وزارة الطاقة والصناعة. وقد كرمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عام 2016 م بعد إشرافه شخصيا على الدورة التدريبية المعنية بالمعالجات التجارية في الجامعة. وعرف عن الفقيد أنه من عشاق التراث واقتناء القطع القديمة (الأنتيكس) التي كان يجمعها على مدى سنوات طويلة وله علاقات مع الكثير من أصحاب هذه الهواية التي تعلق بها منذ صغره، وهي لا شك ستبقى إرثاً ثميناً لأبنائه وأحفاده من بعده. (3) كلمة أخيرة: رحم الله كل من أعطى وساهم في بناء هذا الوطن، فهذه الكفاءات التي رحلت بالأمس وهي في سن الإبداع لا نقول تجاهها سوى الدعاء لها بالمغفرة وأن يرحمها الله ويدخلها في جناته العليا.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. رحم الله (أبو سعيد) و(أبو مبارك). [email protected]