14 أكتوبر 2025
تسجيلحينما هبطت الدوحة أول مرة لفت انتباهي ذلك الاحتفاء الشعبي بسمو الأمير.. لأكتشف يوما بعد يوم صدق تلك المشاعر.. بعد مرور ستين يوما استوعبت المعادلة القطرية التي تستوجب الاحترام.. أمير بطوع إرادته وفي عز مجده وكامل عنفوانه يتوارى للصفوف الخلفية ليسلم الراية لجيل جديد، فيما كثير من حكامنا يسألون هل من مزيد.. حكومة تدرك واجبها نحو شعبها فتوزع المال ولا تتركه دولة بين الأغنياء فيستحق المواطن القطري عن جدارة صدارة قائمة الفرد الأكثر ثراء على البسيطة ولم يكن ذلك ليحدث دون فلسفة ودراية وخطط موجهة. تتجلى عظمة هذا الشعب حينما ادرك ذات صباح أن القوم قد جمعوا له ما استطاعوا من قوة ومن مكر ليردوه عن إيمانه ولكن يخرج شعب قطر معجزة أخرى في زمن قلت فيه المعجزات.. يلتف الشعب حول قيادته الشابة التي تصنع من التدابير التي تلقف عصيهم وترد بأسهم وتفسد بهجتهم وتخرج قطر من أزمة الحصار اكثر قوة واعظم منزلة واقوى نفوذا بين العالمين. حينما تتنافس الدول للظفر بتنظيم منافسات كأس العالم وتعرض كل امة ما كسبت يجمع العالم ليحمل الامانة لدولة قطر ثقة في مقدراتها وايمانا أن اهل قطر في مستوى التحدي.. وردت قطر بتواضع ان الفضل سيعود لكل العرب وان المناسبة الاممية ستعبر عن تقاليد العرب الاصيلة في احكام التدابير والاحتفاء بالضيوف. لعلي أكثر الناس حظا وانا احتفي مع شعب قطر بالعيد الوطني هذا العام.. يأتي هذا اليوم وقطر واحة في شرقنا المكلوم يأوي إليها من كل فج بعيد من ضاقت به بلده في سعة الارزاق أو حاصره الطغيان بسبب اختلاف الآراء.. الآن الدوحة باتت تمثل ملاذ الباحثين عن الحلم العربي المتجسد في احترام العلم وتعايش الملل والمذاهب وديمومة الأمن والأمان. فليحفظ الله قطر أميراً وشعباً وأرضاً وحلماً وكل عام وانتم ونحن وكل قطر في خير.