14 سبتمبر 2025

تسجيل

نظرة الاحتلال لما يجري في فلسطين

24 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يحتار المراقب في تقييم وتحليل مواقف الرئيس محمود عباس فيما يتعلق ببعض القضايا الوطنية، من ذلك أوامره إلى المؤسسة الأمنية بمنع أبطال الانتفاضة المشتعلة منذ نحو الشهرين من الوصول إلى خطوط التماس مع قوات الاحتلال على الحواجز العسكرية المحيطة بالمدن الفلسطينية، كحاجز قلنديا بين رام الله والقدس على سبيل المثال .ربما يعود ذلك إلى الجانب النفسي بشخصية الرجل، بأنه لا يمكنه كرئيس وقائد للشعب الفلسطيني تحمّل مسؤولية زهق الأرواح أمام ربه يوم الحساب، وربما ... يعود إلى رؤية أوسع وأشمل للمشهد الأمني لجهة التوازن العسكري بين الطرفين، الفلسطيني الأعزل والإسرائيلي المدجج بالسلاح. ولربما يرى أن الأنظمة الرسمية العربية الراهنة الغارقة في الاقتتال والاحتراب الداخلي، لن تكون سندا وظهيرا للانتفاضة ضد الاحتلال وسطوته وبطشه، كما أن المجتمع الدولي انساق وراء محاربة الإرهاب وبالتالي لم تعد القضية الفلسطينية على أجندته في المرحلة الراهنة.معروف أيضا أن الرئيس عباس يرفض ما يسميه "عسكرة الانتفاضة"، وسبق أن وصف صواريخ المقاومة التي تطلق من قطاع غزة ضد أهداف اسرائيلية عسكرية في غلافها الجغرافي بالصواريخ "العبثية" ،إلى جانب أنه استلم رئاسة السلطة وفي برنامجه سلاح أحادي بانتهاج طريق التفاوض مع إسرائيل لنيل الحقوق الفلسطينية المسلوبة... فكيف ينظر الجانب الإسرائيلي إلى هذا المنهاج؟ على هذه الخلفية، اعترف منسق الشؤون الإسرائيلية في الجيش مع الجانب الفلسطيني أن الرئيس عباس يقف حائلا دون اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية المحتلة ، قائلا: إنه لولا جهود السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية لتفجرت الأمور ولخرجت عن السيطرة ، فــي حــين شــدد على أن عباس يعارض اندلاع هكذا انتفاضة ويسعى بكل قــوة لمنعها.ويستعيد الضابط الكبير الذي يعمل في مقر قيادة الجيش بالضفة المحتلة ما حصل من توقعات في الجانب الإسرائيلي من احتمال خروج الأوضاع عن السيطرة بعد مقتل الطفل دوابشة حرقاً ومن بعده والــده ، فيقول إن الأمور مــرت بسلام، والفضل يعود للتعاون الأمني مع السلطة. وقال الضابط إن الأمـر الذي يساهم في عدم توسع المواجهات هو التوجه السياسي للسلطة الفلسطينية وعلى رأسها عباس، كما أن لأجهزة أمنه مساهمة جوهرية في منع التدهور، على حد تعبيره.هكذا ينظر الجانب الإسرائيلي إلى ما يجري على الأرض من مواجهات، وحدود ذلك، وهو مطمئن إلى موقف السلطة ورئيسها من الحراك الشعبي الدائر حاليا في القدس والخليل وغيرها من المدن، أي ما نطلق عليه نحن الإعلاميين العرب "انتفاضة القدس" ، أو "ثورة السكاكين والدهس" . رئيس حكومة العدو الصهيوني تحدّث قبل أيام عن 200 محاولة لتنفيذ عمليات طعن بالسكين ودهس بالسيارات ضد الجنود والمستوطنين، فهو لا يبالغ في واقع الحال، لأن ذلك حدث بالفعل، بدليل ذلك الكم الهائل من المعتقلين من شبان الانتفاضة .ليس هذا وضعا عاديا، فاتساع نطاق الاعتقالات، لم يُعرف إلا في ذروة الانتفاضتين السابقتين "الحجارة والأقصى"، وإن كان أكثرهم يدخلون معتقلات الاحتلال، ليدخلوا سجون السلطة وبالعكس.باعتقادي أن السلطة الفلسطينية لن تغّير منهاجها ومسارها ،ولا حل لهذا الاحتلال، فهو سيواصل شراسته في القمع من أجل القضاء على الانتفاضة، لكن الأمل يبقى معقودا على مواصلة هذا الشعب العظيم لحراكه وصولا إلى إخراج القضية برمتها من حالة التيه الراهنة، والأمل أيضا أن لا يكون شرفاء حركة فتح عونا لسلطتهم وقيادتهم في تكريس هذا التيه الراهن ...وإلى الخميس المقبل.