26 أكتوبر 2025

تسجيل

كيف يحتفي بالمولد النبوي من يحبه.. حقيقة؟

24 ديسمبر 2015

يحتفي المسلمون هذه الأيام بذكرى المولد النبوي الشريف.. والسؤال، هل كلهم يحتفلون بهذه المناسبة حبا له صلى الله عليه وسلم أم لشيء آخر.. وأقول: بالنظر لواقع حال المسلمين وما تفرقت فيه مشاربهم وغاياتهم وعلاقاتهم بالإسلام والنبوة والوحي وتوافق أو تناقض ذلك مع الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا، فإن من يتقلب على الفجور والفسوق والمعاصي وعلى موالاة أعداء الله تعالى وخيانة أمة محمد طوال العام لا يمكن أن يكون محبا لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، ساعة احتفال في يوم من سنة أو في مرة من العمر.. فالحب طاعة والتزام وتوافق والله تعالى يقول: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ). فمن يحبه صلى الله عليه وسلم يعتز بدينه وميراث نبيه، فلا ينقض عرى الدين ولا يحرض على الثورة على الدين ولا يرفض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعادي شريعته ولا ينقلب على الرئيس المنتخب، معللا انقلابه بأن الرئيس يريد تغيير نظام الحكم إلى الإسلام.. والله تعالى يقول: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين).ومن يحبه صلى الله عليه وسلم يوالي المؤمنين، فلا يتغافل عن فلسطين وقضيتها، وعن احتلال الصهاينة لها واعتداءاته على حرائرها، ثم يمارس حياته طبيعية، فيأكل ملء بطنه وينام ملء عينه ويضحك ملء شدقه، كما لا يتآمر على المسلمين مع الأمريكان والروس والصهاينة والصليبيين، يحارب حربهم ويوالي ولاءهم ويدفع إعلامييه لإنكار قدسية القدس والتشكيك في نسبة مسجدها خدمة للصهاينة وكيانهم.. والله تعالى يقول: (إنما المؤمنون إخوة) ويقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير). ومن يحبه صلى الله عليه وسلم ويحتفي بذكراه صادقا يوالي المؤمنين، فلا يلقي البراميل المتفجرة عليهم فيقتل أربعمائة ألف ولا يعتقل مليونا ونصف المليون منهم ولا يهجّر اثني عشر مليونا لمجرد أنهم طالبوه بالعدل وأخلاق الإنسانية ويزيد فيمكّن الكفرة والمجوس من بلده، سماء وأرضا وبحرا وإنسانا وشجرا وحيوانا.. والله تعالى يقول: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا).ومن يحب الرسول، صلى الله عليه وسلم ويحتفي بذكراه يسالم سلمهم ويحارب حربهم، ولا يمول كل حرب على الإسلام ولا يدزز بالشر على الإسلام كل كافر وصليبي وصهيوني وكل منافق خؤون أيا كان الخلاف وأيا كانت المصلحة المتوهمة من وراء هذه الخيانة وهذا الولاء الآثم.. والله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين). ومن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحتفي بذكرى مولده الشريف، إن كان عالما يسخر علمه في نصرة الحق والصدع به في وجوه الجاهلية.. ولكنه أبداً لا يقول للطاغوت "اضرب في المليان"، ولا يشبهه برسل الله موسى وهارون عليهما السلام، ولا يخاطب اليهود تزلفا بـ(شالوم) ولا يخنس ولا ينخذل عن قول الحق وأعظم الجهاد.. ففي مثل هؤلاء قال تعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا). ومن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يغار على أعراض المسلمين ونسائهم، فلا يقدم الفاسقات على المؤمنات المحتشمات ولا يفتك بأعراض المسلمين في أقسام الشرطة والمعتقلات وأحيانا في الميادين والشوارع العامة.. والله تعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ). آخر القول: ليس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف حفلة لمدة نصف ساعة أو كلمة يلقيها شيخ كتبها أو حفظها، ولا طعام يقدمه ثري لأهل البدع والخرافة في تلك المناسبة، ولكنه منهج وولاء ووفاء وانتماء وقول وعمل واعتداد واعتزاز وعيش وموت على نصرة نبي الإسلام، صلى الله عليه وسلم ودينه وميراثه وأحبائه والمجاهدين.. فما أقل السمين وما أكثر الغث!!.