20 سبتمبر 2025
تسجيلكان اليهود قبل بعثة حضرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، على أمل كبير في أن يكون نبي آخر الزمان من بني إسرائيل، ليعود إليهم مجدهم وسلطانهم ويحكمون به العالم تارة أخرى. مما قيل عن يوم مولد حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهودياً سكن مكة يتاجر فيها، وعنده علم ما في الكتب السماوية القديمة والكهانة، كما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، إذ قالت: "فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال اليهودي في مجلس من قريش: يا معشر قريش، هل ولد فيكم الليلة مولود؟ فقال القوم: والله ما نعلمه، فقال: ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة، بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عُرفُ فرس.أخبر كل من كان موجوداً بالمجلس أهله، يستفسرون عن أي مولود في تلك الليلة بمكة، فجاء إليهم أن قد ولد لعبدالله ابن عبدالمطلب، فأخبروا بذلك اليهودي، الذي حرص أن يرى الغلام بنفسه فكشف عن ظهره، وما إن رأى تلك الشامة، حتى وقع مغشياً عليه، فلما أفاق قالوا له: ويلك؟ قال: ذهب والله النبوة من بني إسرائيل، وأدرك اليهود بعد ذلك الحدث أن أمنيتهم خابت في أن يكون نبي آخر الزمان منهم.جاء حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، وليكون بشيراً ونذيرا وهادياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.. جاء في وقت عم الأرض كلها شرك وكفر، ابتداء باليهود والنصارى الذين حرفوا دينهم، مروراً بالمجوس عبدة النار وانتهاءً بغيرهم من بشر عاشوا في ظلم وظلام لأكثر من ستة قرون.كان مولده صلى الله عليه وسلم، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة للبشرية كلها، حيث سيبعث هذا الغلام بعد أربعين من الأعوام ليختم بذلك في أعوام قليلة مرحلة الأنبياء والرسل، لأن الحق سيكون قد ظهر أمره والباطل قد زهق، وسيكون الطريق القويم إلى الله قد اتضحت معالمه، فمن شاء سار عليه ومن أبى ذلك، يتحمل وزره ووزر من سيكون معه، وصلى الله على خير البشر محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.