20 أكتوبر 2025

تسجيل

حب الشهرة!

24 نوفمبر 2018

  في الوقت الذي يتواصل الإنسان مع جهات القرية العالمية الأربع، فقد افقدته سهولة استخدامها التواصل المباشر مع القريبين معنويا أو مكانيا، أمّا التشاركية فقد حملت في طياتها ما هو سالب، فاليوم تتم مشاركة المنشورات دون التحقق من صدقها أو معقوليتها، ودون التوقف عند مصادرها، وبخصوص التفاعلية فللأسف الشديد فقد صارت تؤجج التناحر بين الناس دينيا أو طائفيا أو جهويا أو إقليميا أو اجتماعيا، بحيث يبدو الأمر -ظاهريا- أنه تنافس على المصداقية، لكنّ الواقع أن التدليس أضحى صناعة يجيدها الكثيرون، من أجل جمع الأصدقاء والمتابعين والمعجبين، حتى صار البعض ممن يتظاهر بشعبية أو يطلب سمعة أو يبحث عن شهرة يهتم بمتابعيه أكثر من حرصه على نشر الفضيلة أو الحقيقة! كم نحن مطالبون اليوم أن نحكِّم عقولنا وضمائرنا وشرعنا عند التعامل مع هذه التطبيقات الحديثة، التي جعلتنا نعيش حياة افتراضية، توازي الحياة الحقيقية، فكثير منا بدّل أصدقاءه الحقيقيين بالافتراضيين، واتخذ لنفسه عائلةً أو مجتمعا بديلاً، وصار التعامل مع هذه الوسائط أشبه بالإدمان، الذي قد يفصل المرء عن أهله ومحيطه.