29 أكتوبر 2025

تسجيل

الثقافة الإعلامية سلاح مواجهة الأزمات

24 نوفمبر 2017

في ظل التطورات والأحداث السياسية، نحن الآن نواجه الأزمة الخليجية ومعنا جيل ناشئ يستخدم التكنولوجيا والإنترنت ومتابع ومطلع على الأحداث والخطابات والمعلومات المنشورة، التى حدثت منذ بدء الأزمة الخليجية من قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، وانتشار الأخبار المفبركة، والتضليل الإعلامي والدعاية السوداء، وانتشار جيوش الذباب الإلكتروني على قنوات التواصل الاجتماعي لتداول كل ما هو مغلوط ومفبرك وغير صحيح عن دولة قطر. فأصبح إذاً من الضروري تحصين وتعليم الطلبة والطالبات بالمدارس لمواجهة التلاعب بعقولهم عبر تدريس ثقافة التربية الإعلامية، وتسلحهم بسلاح معرفي ونقدي يؤهلهم لمواجهة سيل الأمواج المضللة والضالة.  وكما نوهت سمو الشيخة موزا بنت ناصر في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز 2017)، الذي يأتى هذا العام تحت عنوان بين التعايش والإبداع نتعلم كيف نحيا ونعمل معا، حيث أشارت سموها إلى ضرورة تسليح الطلبة بمناعة ثقافية وإعلامية عبر تربية إعلامية ومعرفية ممنهجة تؤهلهم للتعاطي النقدي مع الخطاب الإعلامي والقدرة على فحص الخطاب السياسي وامتلاك النظرة الثاقبة للفرز بين الغث والسمين في محتوى الإنترنت. فمن خلال التعليم والتعلم بالمدارس وتطوير المنظومة التعليمية من خلال المناهج وطرائق التدريس، حيث إن القراءة والكتابة لم تعد كافية في هذا الوقت، لابد من أن تصبح مثقفاً متسلحاً بسلاح المعرفة والوعي والنقد للتميز والتفريق بين ماهو صحيح وما هو غير صحيح وغير صادق من معلومات وأخبار وأحداث.  وحضرتني مقولة للعالم العربي المغترب أحمد زويل رحمه الله حين قال: "الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء!!، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح!، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل!، وهذا الكلام يدعم خطاب سموها حين قالت «لسنا كعرب بصدد تبرئة أنفسنا عندما تحولنا من صانعي حضارة ومنتجين للعلم والفلسفة والفكر قبل أكثر من ألف عام إلى مستهلكين لما ينتجه الآخرون، وقد تخلينا عن دورنا في الإبداع الإنساني بشكل مؤثر وتخلفنا عن الإسهام في الحداثة واكتفينا بمحاولات تحديث لا تصنع مستقبلا». خاطرة،،، في بعض الدول النامية تضاءلت فرص التعليم في ظل ظروف الجهل والفقر والحرب ولكن لانستهين أبدا بالظروف الصعبة لتكوين جيل مثقف إعلامياً، نعلمهم السباحة ونرميهم في البحر، ، وستندهش حقاً من النتائج والقدرات والإمكانات التى اكتسبوها، التى صنعت منهم عباقرة وعظماء خرجوا من رحم هذه الأزمات.