18 سبتمبر 2025

تسجيل

أنت .. مشروع رواية!؟

24 نوفمبر 2016

قد يبذل كتّاب الرواية جهداً حين التفكير في كتابة رواية جديدة، والبحث عن مشاهد مؤثرة وشخوص لها، ومحاولة إيجاد الحبكة المناسبة لرواياتهم، من أجل أن تكون مقبولة من القراء. لكن لو يتأمل كتّاب الرواية، بل كل أحد منا في هذا الأمر، لوجده ربما أسهل من ذلك. أعني أن جهد التفكير في اختلاق قصة وشخوصها، يمكن توفيره للكتابة. لماذا؟ لأن كل واحد منا هو قصة قائمة بذاتها. بمعنى آخر، كل أحد منا هو مشروع رواية. دون تفكير كثير، خذ نفسك كبطل رئيسي للرواية، أو أي أحد من أهلك أو أصدقائك، واعتبر حياة من ستختار وبكافة تفاصيلها، مشروع رواية. ثم أنظر ماذا ترى؟ ستجد أولاً أبطال الرواية ماثلون أمامك، أحياء يُرزقون وبكل تفاصيلهم. وستجد الأماكن والمواقع كذلك ثانياً، والأهم أنك ستجد الأحداث بتفاصيلها ودقائق أمورها ثالثاً وأخيراً.. ستجد كل ما يبحث عنه أي روائي لكتابة رواية ماتعة مثيرة للاهتمام. إن الإنسان منا بشكل عام، تراه دوماً متطلعاً إلى غيره، وإلى ما عند ذاك الغير، وقليل من البشر من يتطلع إلى نفسه وإلى ما عنده، وما يملك أو ما يحيط به. ومثال الروايات وكتّابها، ربما يكون خير نموذج أو مثال لما عليه الإنسان الآن. لو أن أحدنا صرف اهتمامه إلى نفسه وما حوله، بدلاً من الاشتغال والاهتمام بحياة آخرين وشؤونهم، والبحث عن دقائقهم وتفاصيل حياتهم، لكان أجدى وأنفع له ولهم، فإن غالب ما يعاني منه كثيرون، من غل وحسد وبغض وكراهية، ومشاعر أخرى سلبية كثيرة، إنما لأن كل أحد منا اشتغل بأمور وشؤون غيره، وترك نفسه. لا أقول بصرف النظر عمن حولك، لكن أقول بأهمية أن يولي المرء منا نفسه الأولوية، فيصلحها ويقوم على رعايتها، ومن ثم إن كان في الوقت متسع وشيء فائض من القدرة، فلا بأس أن يعين ويعاون. وظني أن الأمر لا يحتاج لكثير شروحات وتفاصيل.