11 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة المتاحف

24 نوفمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا يمكن للمتابع للشأن الثقافي والأثري تجاهل أهمية المتاحف لأي دولة. فإذا كانت هذه الصروح وعاءً حضارياً يضم بين خزائنه قاعات تحفظ أجود ما جادت به حضارتها، فإن هذه المتاحف في الوقت نفسه تعكس انفتاحاً ثقافياً لهذه الدول مع غيرها من دول العالم حينما تستضيف مقتنياتها الأثرية.هذه الأهمية تخرج المتاحف من الأطر العامة كقاعات للزيارات السياحية إلى ما هو أبعد في توثيق التاريخ والحضارة، علاوةً على الدور الذي تقوم به، لتكون صروحاً تعليمية تؤهل وتدرب. وخلال جولاتي بالعديد من متاحف العالم كانت لي ثمة ملاحظات على تلك الثقافة التي تسود الزائرين، إذ أنهم يتوقفون أمام مقتنيات قاعات العرض المتحفي، ليس من فضول المشاهدة وتسجيل الانبهار وفقط، ولكن للغوص في دهاليز هذه المقتنيات من حيث تاريخها وأهميتها وكافة تفاصيلها.بجانب هذا، تبدو ملاحظة جديرة بالانتباه، وهي أن زيارات المتاحف ولّدت لدى زائريها ما يعرف بالثقافة المتحفية والتي لا غنى عنها، سواء للأفراد أو للعائلة بأكملها، بما يجعلها تتوق إلى زيارة هذه المتاحف، علاوةً على جعلها موضعاً لاهتمام الباحثين والمؤرخين والمرممين وغيرهم من شرائح معنية.هذا كله يضعنا أمام أهمية الثقافة المتحفية التي صارت في عالمنا العربي تعاني التهميش وربما عدم الوعي بأهميتها، ودورها في توثيق وتسجيل التاريخ والحضارة في آن واحد، الأمر الذي قد يضعنا أمام صروح مبهرة، ولكنها بلا زائرين محليين. وبالمقابل تكتظ متاحفنا بالزائرين الأجانب، وكأن هذا يعطي مؤشراً عن المهتمين بالثقافة، والآخرين الذين يعيشون على هامشها دون الاقتراب منها.ولاشك أن الأمر ينذر بخطر ثقافي جسيم، في أن يصبح أبناء الأمة بعيدين عن ثقافتهم المتحفية، وما تضمه من إرث تاريخي، ويكون لغيرهم الاهتمام الكبير بتنظيم زيارات لمتاحفنا العربية، ولعل هذه إشكالية تستدعي استنفار المهتمين والجهات المختلفة لتنمية الوعي بأهمية غرس الثقافة المتحفية في نفوس الأبناء، ليتعرفوا على ملامح آبائهم وأجدادهم، وكيف صنعوا تاريخاً كان لهم، إلى أن امتد لغيرهم عن عمدٍ، أو عن جهل، لنجد أنفسنا في النهاية أمام مدارس استشراقية، تستعيد تاريخنا كيفما ترى، وتشوه حضارتنا كيفما تشاء.