13 سبتمبر 2025
تسجيلكلما تصفحت الجرائد اليومية وقرأت أخباراً عن إدارة المرور، أرى أنها بصدد وضع أجهزة رادار في بعض الطرق، أو أنها ستفرض غرامات ومخالفات على سائقي المركبات الذين يقومون بتصرفات معينة تربك حركة المرور أو تتسبب في إتلاف للمال العام، كالوقوف على الأرصفة والانترلوك، وللأسف فإن الكثير من المخالفات التي تفرض على السائقين يكون فيها إجحاف وظلم للسائقين، فعلى سبيل المثال يقوم بعض أفراد الشرطة بمخالفة من يقف على الرصيف في بعض الأماكن كالمستشفيات أو في بعض الوزارات والإدارات الخدمية التي تغص وتكتظ بالمراجعين، ولا يجد البعض منهم بداً من الوقوف على الرصيف لندرة المواقف، في حين أن بعض من يحجزون موقفاً تراهم يوقفون سياراتهم بطريقة غير ملائمة، حيث أنهم يقفون على الخطوط الفاصلة بين المواقف ويأخذون حيزا لسيارتين ومع ذلك لا تمسهم المخالفات ولا يتم تغريمهم، وكذلك يتم مخالفة المتجاوز من اليمين في الوقت الذي لا يتم مخالفة الباصات الكبيرة أو سيارات النقل التي تتوسط الشارع وتكون سرعتها بطيئة، ولا يتم مخالفة من يقود سيارته في الحارة الوسطى أو الحارة اليسرى وتكون سرعته أقل من نصف السرعة القانونية، في حين أن الرادار تتوسع حدقة عدسته لمن تجاوز السرعة ولو بالشيء اليسير ولا يستثني أحدا، مع العلم أن بعض مخالفات السرعة تأتي نظراً لقيادة البعض بسرعات بطيئة وحجزهم للطريق السريع، مما يرفع ضغط من يقود خلفهم وبالتالي يرفعون من سرعتهم دون وعي عند تمكنهم من تجاوز من هو أمامهم!!، وللأسف فإن بعض أفراد الشرطة المخولين بتطبيق المخالفات يعتقدون أنه تم تعيينهم لاقتناص سائقي المركبات المخالفين، فعند مشاهدة من لم يربط حزام المقعد أو من يتحدث بهاتفه المحمول أثناء القيادة أو من يقف في مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة؛ فإنهم لا ينبهون السائق الى خطئه وضرورة ترك هذا الفعل في حال تواجدهم في سياراتهم، ولكنهم يسرعون بتسجيل المخالفات وكأن هذا الفعل هو الأصل في عملهم، مع العلم بأن الأصل هو التوجيه والإرشاد والتوعية، وبالأخص أن النفس البشرية تنشغل بأمور وأفكار وربما بعض الهموم والمشاكل والضغوط الحياتية اليومية سواء في المنزل أو في العمل، ولا يستوعب الشخص خطأه إلا بعد حين، فلماذا لا تراعى مثل هذه الأمور؟ ولماذا يطبق القانون بحذافيره ولا يستثني أحدا؟.. أعتقد أن بعض المخالفات يمكن تجاوزها ويتم تطبيقها في حالة التكرار، أما بعض المخالفات الأخرى فيجب أن تطبق وبشدة، كتجاوز السرعة بطريقة جنونية تظهر تعمد السائق لهذا الفعل، أو قطع الإشارة المرورية الحمراء بعد اشتغالها ومرور وقت كاف يمكن السائق من التوقف قبلها، لأن مثل هذه التجاوزات قد تؤدي لوقوع حوادث تزهق على إثرها الأرواح، سواء لسائق المركبة المتهور ومرافقيه أو قائدي المركبات الأخرى والمشاة.