20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أعادتنا أحداث باريس الأخيرة إلى أجواء أحداث 11 سبتمبر، وأعادت معها دوران وتسريع العجلة الجهنمية التي لا تتوقف أصلا عن الحركة "التشويه الإعلامي والصورة النمطية للإسلام والمسلمين". وفي وسائل الإعلام الغربية أطلت أقلام وشاشات متصهينة تلوّح وتحذر المواطن الغربي من "الخطر الأخضر" ويعنون به الإسلام الذي يتعرض لـ"مسخ إعلامي" فاق بمراحل ذلك الذي تعرض له الهنود الحمر والزنوج واليهود والأمريكيون الجنوبيون في حقب زمنية سابقة. وقد رصد هذه النظرة المشوهة باحثون غربيون وعرب، منهم "جو كينشلو" و"شيرلي شتاينبرج" في كتابيهما:"التربية الخاطئة للغرب.. كيف يشوه الإعلام الغربي صورة الإسلام"، حيث يقدم تحليلا عميقا لمظاهر هذا التشويه الإعلامي، وانعكاساته على مناهج التعليم وصياغة أفكار المواطن الغربي، وتصوير العربي والمسلم باعتباره "الوحش القادم" من الصحراء لتدمير الحضارة الغربية. وعبر وسيلة إعلامية أكثر انتشارا وتأثيرا، فإن هذا التشويه والتنميط للشخصية العربية والإسلامية هو ما تكرسه السينما الأمريكية عبر الصورة، كما يوضحه "جاك شاهين"أستاذ الإعلام في جامعة جنوب ألينوي الأمريكية في كتابه "العرب السيئون.. كيف تشوه هوليوود شعبا؟" والذي تحول لاحقا إلى فيلم تسجيلي عرض قبل بضع سنوات في لندن بنفس العنوان، حيث يعرضان ـ الكتاب والفيلم المأخوذ عنه ـ لمئات الأفلام التي أخرجتها هوليوود، وما حملته من صور نمطية سلبية بشعة بحق العرب والمسلمين. ونحن في عصر استحالت فيه الكرة الأرضية بفضل ثورة الاتصالات وتقنية نقل المعلومات إلى بلورة صغيرة انصهر العالم داخلها، وتلاشت الحواجز الجغرافية والزمنية، حيث تنقل المعلومة في سرعة تضاهي سرعة البرق، بالصورة الحية، والصوت النقي، ونحن في زمن أصبح فيه المواطن الغربي يخضع فكريا وثقافيا لهيمنة مؤسسات إعلامية ضخمة عابرة للقارات، تشكل إلى حد كبير نظرته إلى العرب والمسلمين، وهي مؤسسات تخضع في كثير من الأحيان لنفوذ صهيوني، تعمل حثيثا على تشويه صورة العرب والمسلمين. الأمر إلى يفرض على مؤسساتنا الثقافية والإعلامية في السفارات والمنظمات والجمعيات العربية والإسلامية في الغرب، رسمية وأهلية، مضاعفة جهودها لتفنيد الفرية وتصحيح الصورة.