16 سبتمبر 2025
تسجيلتلتئم اليوم بالمركز العام جلسات المؤتمر الوطني في مؤتمره التنشيطي العام في منتصف الدورة.. ويأتي هذا المؤتمر في هذا الميقات بعد مضي نصف فترة الدورة لمراجعة الأداء وفحص السلبيات وبحثها ومعرفة الإيجابيات في أداء الحزب.. وفي تقديري أن هذا الاجتماع يكتسب أهميته القصوى في ظل معطيات كثيرة وأحداث عظيمة تحتاج إلى التقويم والميزان واستخراج كل آثار تلك الأحداث وعلى رأسها الانتخابات العامة ورئاسة الجمهورية وقياس التجربة وما اعتراها من قضايا سلباً وإيجاباً.. واستفتاء الجنوب وما نتج عنه وآثاره السالبة والموجبة والقضايا والمشكلات المتبقية وآثارها.. وهي قضايا جاءت في اتفاقية السلام الشامل ومجمل تبعاتها.. كيفية معالجة قضية انفصال الجنوب وتداعيات ذلك أمنياً واقتصادياً واجتماعيا.. وهنا انعكاسات خروج النفط وعائداته من موازنة الدولة وما برز عقب ذلك من معضلات تتضح صورتها وانعكاساتها على المواطن وأثر ذلك بالإضافة إلى تجديد الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها الاقتصادية رغم التزام السودان بكل مطلوبات اتفاقية السلام الشامل وعدم وفاء ما يسمى بالمجتمع الدولي بالتزاماته التي قطعها ووعوده بإعادة بناء السودان شماله وجنوبه.. والبدائل لكل ذلك والحلول لتلك التداعيات. مفترض أن يناقش المؤتمرون كل تلك القضايا مع المستجدات في الساحة العربية والإفريقية والدولية بصورة جيدة وإعادة ترتيب الأوراق والأجندة بصورة جادة وعلمية ومسؤولة وقراءة صحيحة دون إدخال العواطف أو النخوة.. أو الانكفاء على الذات.. خاصة وقد رأينا ولاحظنا كيف دارت المؤتمرات المحلية والولائية وقبلها على المستويات الدنيا والشعبية وقرأنا الأرقام جيداً وكذلك قمنا باستخلاص مخرجات تلك المؤتمرات بدقة وفحصناها جيداً.. أرى أن يحسم هذا التجمع الهائل لقيادات الحزب على كل المستويات كل تداعيات الأحداث وكل انعكاسات إنفاذ اتفاقية السلام الشامل والثغرات التي تنفذ منها بؤر الفتن والمكر والخداع ومحاولات الالتفاف حول الحقائق.. ومكافأة السودان بل محاسبته ومعاقبته على درجات المصداقية التي أوفى بها استحقاقات اتفاقية السلام الشامل. يجب أن ينظر الحزب بجانب النظر إلى الأمن والاقتصاد إلى ضرورة إعادة النظر في التخطيط الإعلامي، فالإعلام بكل أنواعه وأشكاله صار واحداً من أقوى أسلحة الأعداء في محاربة الشعوب والدول الحرة وصار هناك عمل سالب بصورة مكثفة من قبل المنظمات الصهيونية وقى الضغط اليهودي لتوجيه هذا السلاح الخطير عبر مختلف الوسائل والأساليب والقنوات ضد بلادنا بهدف تفتيت وحدتها وزعزعة الاستقرار فيها وبث الأكاذيب إلى جانب ضخ الأموال وتقديم الدعومات لإفشال عمل الحكومة وتشجيع الخارجين على القانون للاستمرار في عمليات حرب الاستنزاف وتبديد جهود الدولة وإرهاق الشعب وإنهاكه ودفعه للخروج إلى الشارع كما يحلم بذلك الحالمون والذين تخدعهم قوى المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أن قضايا معاش المواطن أمر ضروري ينبغي أن يفرد لها وقت كاف لمناقشتها ووضع حلول نهائية لها من المواطن هو الأساس وهو أحد أهداف الإنقاذ الأساسية التي جاء لأجلها بجانب السلام والنهضة وحماية العقيدة، وهناك قضايا التعليم الذي تدهور لدرجة غير محتملة لأسباب اقتصادية وعدم وجود التمويل الكافي مما أدى إلى هجرة الأساتذة وزاد من حدة الهجرة والتهميش والإحالة إلى التقاعد عن سن الستين لخبرات نادرة دفعت الجماهير غالباً لتأهيلها.. ولا بد أيضاً من أفراد اهتمام خاص لقضايا التعليم بكل جوانبها وإقرار معالجتها. وعموماً فإن انعقاد هذه الدورة التنشيطية يكتسب أهميته باعتبارات عديدة حيث إن التقويم والمراجعة والإصحاح أمر يزيد من عملية الحراك الحزبي والسياسي ويساعد على تجديد الدماء ودفع المزيد من القوة للحركة السياسية والتخلص من الركود والركون إلى الماضي والاعتماد على الشعارات وقراءة الواقع بصورة صحيحة وسليمة ودقيقة، فالتحية للمؤتمرين مع تمنياتنا بالتوفيق والسداد.