15 سبتمبر 2025
تسجيل"الحياء لا يأتي إلا بخير".. الحياء ماء الوجه.. الحياء عنوان الرجال.. الحياء زينة وجمال وشرف المرأة.. الحياء فطرة سليمة.. الحياء فضيلة.. الحياء تاج له بريقه.. الحياء دال على العقل.. الحياء ملاك الخير.. الحياء نعمة وإيمان "دعه، فإن الحياء من الإيمان".. قال الإمام ابن حجر رحمه الله (الحَياء: خُلُق يبعث صاحبه على اجتناب القبيح، ويمنع مِن التقصير في حقِّ ذي الحقِّ). فكم في الحياء من حياة، وكم في الحياء من صيانة وحفظ لسياج المجتمع من الانزلاق، وكم في الحياء من طهارة وعفة، وكم في الحياء من مروءة.. فالحياء اتفقت عليه جميع رسالات الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وتوارثه الناس عنهم "إنَّ مِمَّا أدركَ من كلامِ النبوةِ الأولى...". ومن يفسخ خلق الحياء من حياته يفسخ كل شيء، وإذا اختفى الحياء عن أي مجتمع استفحل الأمر، وتقلب في الأمور كما يشاء، وإذا ذهب الحياء حل الوباء وتكاثرت المنكرات. إِذا رُزِقَ الفَتى وَجهاً وَقاحاً تَقَلَّبَ في الأُمورِ كَما يَشاءُ فالرجولة حياء وأدب وليست وجاهة ولقب، والأنوثة حياء وليست عطورات وأزياء، "ولا دواء لمن لا حياء له"، لأنه لا يبالي بمن حوله، فلا يردعه دين ولا عرف ولا خلق. ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕَ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀُ ﺑﻘﻠﺐِ ﺃُﻧﺜﻰ ﻓﺘﺒّﺎً ﺛﻢ ﺗﺒّﺎً ﻟﻠﺠﻤـﺎﻝِ وإن عاشَ الفتى للعِرْضِ ذِئبٌ فَعارٌ أن يُعدّ من الرجالِ... وما أكثر ذئاب هذا الزمان! وإنه لعجيب أمر الفتاة ابنة الشيخ الكبير التي جاءت (تمشي على استحياء) في قصتها مع نبي الله موسى عليه السلام، فكم فيها من المعاني والدروس والوقفات، وكم فيها من مباهج ومساحات، وكم فيها من الأخلاق والقيم تصلح لكل زمان ومكان بدون أدنى شك، فالله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم لم يحك عن طول هذه المرأة، ولم يصف شكلها وقوامها وجمالها، بل وصفها بأغلى وأحلى ما تملك وهو الحياء، أليس هذا وصف عجيب ودقيق، حريٌّ أن يقف عنده الجميع بدون استثناء، وخاصة القائمين على المعارض وفي المجمعات. لماذا لا تُدّرس هذه القصة القرآنية الخالدة في مناهجنا الدراسية في المراحل التعليمية وكذلك الجامعية؟، حتى لا يغيب هذا الخلق الجميل ماء الوجه عن كافة فئات المجتمع في حركة حياتهم وأعمالهم. ولكن، هل ما زال الحياء هذا الطائر الجميل محلقاً في مجتمعاتنا؟، أم أن ريشه بدأ يتساقط ويظهر منه القبيح بدعوى التحضر الزائف والإباحية البغيضة النتنة، والتقليد الأعمى المغشوش، ما أجملك أيها الحياء فأنت كالطائر الجميل. "ومضة" إذا لم تَصُن عرضاً ولم تخشَ خالقاً وتستحي مخلوقاً فما شئتَ فاصنعِ [email protected]