19 سبتمبر 2025

تسجيل

السعودية والتصرف بمسؤولية بعد خطاب "أردوغان"

24 أكتوبر 2018

أردوغان يوجه رسائل للسعودية والمجتمع الدولي مع رفض قبول أي مساومات تركيا دولة ذات سيادة وجريمة خاشقجي استهدفت أمن الأرض التركية أولاً رسالة مباشرة للملك سلمان في التعاون مع تركيا ومحاكمة القتلة بطريقة عادلة ومنصفة تحدث بالأمس الكثير من المحللين والنقاد في السياسة والإعلام عن خطاب الرئيس التركي "أردوغان" حول جريمة اغتيال الكاتب السعودي جمال خاشقجي.. حيث ظن الكثير أنه سيقدم الأدلة والصور الحية التي تتعلق بفصول الجريمة وعرضها أمام الملأ في ذلك الخطاب الذي كان ينتظره العالم بأسره بفارغ الصبر عبر الفضائيات.. إلا أنه كان حكيماً في التعامل مع الحدث بأخلاق رفيعة لم يتوقعه أحد. إذ إن الخطاب جاء شفافاً ومختصراً ووضع النقاط فوق الحروف حول قضية الاغتيال.. وحمل الجهات السعودية ارتكاب الجريمة الشنعاء، كما لم يتساهل في تحميل بعض الجهات الأمنية الداخلية في التستر على الجريمة أو ضلوع بعض الأشخاص فيها.. وقال إن القانون سيأخذ مجراه لكشف الجناة.. مؤكداً في نفس الوقت على حقيقة القنصلية السعودية وإدارتها الهشة والمرتبكة التي لم تكن على قدر من الكفاءة!!. والشيء اللافت في خطابه أنه قد أشار الإ أن عملية اغتيال جمال خاشقجي قد دبرت قبل أيام من تنفيذها.. وقال بالأمس أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية في البرلمان إن تركيا لديها الأدلة القوية على القتل عمدا لخاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وذلك يوم الثاني من أكتوبر الماضي.. مشيراً إلى أنه يجب محاكمة ومحاسبة المشتبه بهم مهما كانت الأسباب.. مع مطالبة السعودية بالإجابة عن عدة تساؤلات حول مكان جثة الصحفي المقتول ومن أمر بالغدر به.. خاصة بعد أن قامت السعودية مؤخرا بتقديم عدة روايات متضاربة لما حدث لخاشقجي؟!. ولم يخفِ أردوغان ما يطالب به من محاكمة عادلة للأشخاص الـ 18 في "إسطنبول" وأن جميع من شاركوا في جريمة القتل سوف يعاقبون.. خاصة أن من بين المشتبه بهم 15 مسؤولا سعوديا تم تحديد هوياتهم جميعا حيث وصلوا جوا إلى إسطنبول قبل بدء عملية القتل.. إضافة إلى ثلاثة مسؤولين في القنصلية.. وهو ما يدين المملكة ويورطها في ارتكاب الجريمة على الأراضي التركية دون وجه حق!.  كلمة أخيرة: السعودية مطالبة بالتصرف بمسؤولية اكبر بعد انكشاف جريمة القتل في تركيا.. خاصة أن خطاب أردوغان بالأمس وجه عدة رسائل للسعودية والمجتمع الدولي منها العمل مستقبلا على عدم استهداف أمن تركيا لأنها دولة ذات سيادة.. هذا أولا.. وثانيا ان يأخذ القانون مجراه في محاسبة القتلة ومحاكمتهم على الأرض التركية وهي نقطة في غاية الأهمية.. وهو ما يشير إشارة واضحة الى ضرورة محاكمة "رأس الأفعى" في الجريمة وهو الأهم.