مسرحية الحصار.. تعرية للواقع المعاش (2)

مع أن الكتابة للمسرح في مسيس الحاجة إلى الاختمار، فإن هذا الحصار قد أسهم في بروز عدد من المبدعين المنتمين إلى عوالم المسرح، وكان الأسبق الكاتب المتميز طالب الدوس وعبر شركة "مشيرب" للإنتاج الفني إلى تقديم أولى المحاولات، عبر تجميع موتيفات من المضامين التي تُجسِّد الواقع المعاش – واقع الحصار- مع الأسف الذي خلق فجوة في الذاكرة الجمعية!!والحقيقة، أن هذا العمل جزء من حراك أكبر، سوف يجسد عبر الخشبات، لأن هذا الموضوع لا يمكن أن يُنسى، أو يمر مرور الكرام في ذاكرة أبناء هذا الوطن!!كان المؤلف الشاب طالب الدوس السَّباق في هذا المجال، ولهذا المجال صعوبته أن الموضوع مازال مستمرًا.. فماذا يقدم؟لجأ إلى الواقع المعاش، واستحضر النماذج، سواء الأفراد والأحداث من الواقع، كان همه أن يصرخ وأن يشارك الجميع صرخاته، وأن يعري لا آدمية الآخر، نعم الأحداث مغلفة بالواقعية التقريرية، نعم الأحداث شبه آنية عبر كل الوسائط، ولكن هذا العمل يندرج تحت ما نطلق عليه الدراما التسجيلية، فالمؤلف يرصد، ويسجل، وهو لا يخلق الصراع والشخصيات لأن كل ما هو مرتبط بعناصر النص المسرحي يستوحي من الواقع والحقيقة!كان الدور الأبرز للمؤلف الشاب أن أسهم في استحضار هذه النماذج فوق خشبة المسرح، بل وأسهم مع الفنانة الشابة حنان صادق في توزيع الأدوار، وإيصال المضمون إلى المتلقي. وقيمة هذا العمل "الحصار" أنه يرصد الآني لقادم الأيام، كيف أسهم الآخر في تفتيت اللُحمة!!فعبر ديكور واقعي ومعبر نلتقي بالأسرة القطرية، قوامها "بو ناصر – فرج سعد" والحدث، الأخبار المتلاحقة حول اختراق وكالة الأنباء القطرية، وتتوالى الأحداث، هذه الأحداث جزء من الواقع اليومي، التفريق بين الأهل، بين الزوج والزوجة، الحرمان من التعليم، مع أن خصوصية هذه المنطقة أن المظلة الأسرية والعائلية والقبلية تشمل معظم الأفراد، والعائلة الخليجية عائلة انشطارية كما في النص، بو ناصر قطري وأمه أم سالم (هدى المالكي) ذات أصول سعودية، بجانب الخال السعودي والذي يجسده خالد ربيعة، أما الأخ فهو الفنان القدير راشد سعد وهو بحريني، والأدهى والأمر أن بو ناصر متزوج بامرأتين قطرية وإماراتية، وابنه مرتبط بقريبة له في الإمارات، كل هذا يخلق عبر النص إشكالية، ويؤدي إلى التفكك مع الأسف.. ولكن دون أن يجيب النص لحساب مَنْ؟