14 سبتمبر 2025

تسجيل

نشاط المنصرين في السودان

24 أكتوبر 2015

عندما احتل كتشنر السودان 1898م قدم قسيسان كاثوليكيان للسودان عقب غزو السودان مباشرة وأنشآ كاتدرائية القديس متّى ومدرسة الراهبات فيما بعد، وقد ساعدهما الاحتلال البريطاني في فتح مدارس تعليمية، واحتكار التعليم والخدمات الصحية في جنوب السودان ووضع مناهج تعليمية وفق النظام النصراني الأوروبي، وفتح الباب للإرساليات التنصيرية لمزاولة نشاطها، وإغلاق الجنوب في وجه الشماليين بإصدار قانون المناطق المقفولة عام 1917م؛ منعاً لانتشار الإسلام واللغة العربية وحماية للنشاط التنصيري في الجنوب.بدأت الكاثوليكية نشاطها في السودان بفتح أندية للجنوبيين وأبناء النوبة، وتقديم التعليم بلهجاتهم المحلية، وتجميعهم معاً حتى لا يذوبوا وسط الشماليين المسلمين، وتدريب بعضهم ليكونوا دعاة للكنيسة، ودرب بعضهم فنيا ومهنيا؛ إضافة لتقديم العلاج والتعليم، ونشطت حركة بناء الكنائس ومعاهد تدريس اللاهوت والطباعة وإصدار النشرات.بدأت تتدفق أعداد كبيرة من المنصرين بعد اتفاقية أديس أبابا 1972م، وتبادل السفراء بين السودان والفاتيكان، فقامت وكالة سودان إير - أمينها "دحيمبو" المتخصصة في مساعدة النصارى بتشييد الكنائس بالجنوب وإيواء الجنوبيين والنوبة بالعاصمة والسكن العشوائي في أطرافها المختلفة، وكذلك اهتمت منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية الغربية باللاجئين، فالكنائس الكاثوليكية تقوم بمهام النشاط الديني، المؤسسات الإرسالية تهتم بالتعليم والصحة والإسكان، ومن أهم مؤسساتها التعليمية مدارس كمبوني، وفي سعيهم للسيطرة على التعليم قاموا بتأسيس كلية غوردون (جامعة الخرطوم) وكلية قديني للاهوت ومستشفى بأم درمان، وقد اهتمت الكنيسة بالأنشطة العامة، وشجعت المنصرين على الزواج لتأسيس أسر نصرانية واهتمام بإنشاء الأندية والمراكز الاجتماعية لعدم ذوبانهم في المسلمين، وتمت ترجمة الإنجيل للغة الدينكا 1933م.الإرساليات البروتستانية: من أهم الإرساليات التنصيرية جمعية التبشير الكنيسة البريطانية لإفريقيا والغرب "C.A.S"، فهي أكثر الإرساليات نشاطاً لارتباطها بكنيسة الدولة البريطانية 1799م، ويرعاها أسقف كنيسة كنتربرري، وأصبح رئيس الاسقفية الانجليزية بالسودان "ج. اسبنسر" ويعد حجة في المسائل الدينية النصرانية والإسلامية ومن تلامذته فليب غبوش المنصّر السوداني المعروف بشدة عدائه للإسلام والمسلمين وإثارته للفتن الدينية والسياسية.وبالله التوفيق.