15 سبتمبر 2025

تسجيل

فرج.. جدلية العشق والعتق (1-2)

24 سبتمبر 2018

في رواية فرج (قصة الحب والعبودية) لكاتبها الفنان التشكيلي محمد علي عبد الله يضعنا الكاتب بين جدلية العشق والعتق . بغلاف معبر عن أجواء السرد نفسيًا، صورة الغلاف من تصميم الكاتب ذاته كونه بالدرجة الأولى فنانًا تشكيليًا، مكونًا الغلاف من وجهين يعلو أحدهما الآخر ويتصلان بسلسلة قيد غليظ وهناك سمات ملامح مشتركة بين الوجهين توحد المكانة والمصير، فالبطل زنجي والمحبوبة نتاج تزاوج لأم زنجية وأب عربي تحمل صفات الاثنين معًا يحتل الوجهان الجانب الأيمن للوحة الغلاف على خلفية مشهد من بيئة خليجية لبيوت وفضاء. عنوان الرواية واضح، فكلمة فرج اسم يعني انكشاف الغم وزوال الشدة، وهذا الاسم الذي كني به بطل الرواية الأوحد لتكون له قصة مع الحب والعبودية التي تتناقض مع كنيته . نتساءل وهل هناك جدلية تقاطع الخطوط بين العشق والعتق؟ لنغوص بين تشابكات الرواية ومن العشق أحيانًا سجون، والعتق حالة فك تعني أنك حر، لا سيادة عليك سوى عبودية الرب الأعلى، ولكن كيف يسلم العاشق حريته ويفرط في عتقه تضحية من أجل المحبوب؟ فرج رواية منفتحة الدروب كاشفة بلا تأويلات ولا إسقاط ترميز من بداية الولوج إلى عتبتها الأولى تتابع الأحداث في خط واحد تعترضه العثرات التي تصنع التشويق والمتابعة. نحن نسير مع شخصية فرج من لحظة الحدث الأول يفاجئك الكاتب بانطلاقة الحدث مسموعًا مرئيًا محفزًا للفضول والتتبع وتلك سطوره الأولى: انطلق الصراخ فجأة في حقل أوبيبو وتقافز الأولاد من فوق الأشجار كأنهم قرود فاجأهم فهد مفترس. فتتوالى الأحداث لتبدل المصائر وبسرعة مذهلة، يصبح الرئيس عبدًا، فيسمى فرج تسمية تتناقض مع واقعه الجديد، نتابع سيرته التي ترسم خطًا بيانيًا واحدًا ذبذبات تعلو أحيانًا حد الخطر، وتعود تدريجيًا للهدوء السردي بتفاصيل الوقائع. اتخذ محمد علي من منطقة الخليج العربي مكانًا لأحداث روايته رغم اتخاذه اسم بلدة ظويلم لتلك البلدة التي تتمحور فيها الرواية، لكن الصفات الجغرافية خليجية التشكيل والبيئة، وجاء اسم ظويلم كبلدة تدور فيها الأحداث تعبيرًا مباشرًا عن حالة الظلم التي تعيشها طبقة من أهل البلدة والوافدين عليها من المستعبدين عنوة . أما الزمان فقد جسده الكاتب في عبارة خطها كماندا الذي أصبح فرج بعد بيعه عبدًا، حفرها على صخرة كان يتوسدها أثناء بقاء المختطفين في زنزانة لمدة شهر انتظارا لقدوم التجار المشترين حفرها كماندا وكأنه يوثق تاريخًا أراده الكاتب زمانًا روائيًا، في الصفحة 12 من السطر العاشر حتى السطر13" مر من هنا (كماندا ابن الرئيس سامبا) ولم ينل الاحترام والتقديس الذي يتوجب تقديمهما له، واجبي في كل الحالات أن أكون متسامحًا وعطوفًا وعازمًا على تقديم كل ما يحتاجه الناس من كاماندا. نقشها بيده في 29 فبراير 1756".