18 سبتمبر 2025
تسجيلحاولت مراراً وتكراراً أن اكتب عن أخي وتوأم روحي بوناظم ولكن كثيراً ما كان القلم عصياً على الكتابة، وفي بعض الأحيان يجنح بي بعيداً، وكان القلم محقاً، ماذا اكتب عن رحلة عمري وعمره، رحلة ممتدة في عمر الزمن إلى نصف قرن وأكثر.. عشنا معاً عبر ردهات الإذاعة والحياة، سهرنا معاً، رافقنا ميكرفون الاذاعة معاً، تواصلنا مع الحياة معاً، وحتى هذه اللحظة وان خط كلانا طريقه في الحياة، أنا مع القلم، هذا الصديق المتعب، وهو كنجم بارز في سماء الدراما الخليجية وواحد من أبرز فرسانها في وطني قطر، نعم أنا مع الأسف قد ارتميت في أحضان النقد وليس له سوق في وطني، كأنه بضاعة كاسدة محلياً، وإن كان الاحتفاء خارج حدود الوطن، واتجه بوناظم إلى عشقه القديم، الدراما، ولمن لا يعرف بوناظم، إن هذا الفنان لم يكتشف أحد، ولكن هو من اكتشف في ذاته الموهبة الفطرية، كان في مرحلة صباه المبكر عاشقاً لواحد من أهم مطربي عصر الغناء الحقيقي، وأعني ناظم الغزالي، وهذا الارتباط قد جعله يطلق على أولى ثمرات الحياة "ناظم" والموسف أن ناظم ابننا لم يورث موهبته الغناء، ولكن انجرف إلى حب الفن كل من الفنان هاني خريج المعهد العالي للموسيقى في قاهرة المعز، وأسامة العطار نسبة لأنه كان عاشقاً لفنان قديم من جيل عبدالحليم حافظ اسمه ماهر العطار!! أعود إلى بدايات الاذاعة ورحلتنا معاً، أنا وبوناظم والصديق العزيز بوبدر- محمد جاسم المعضادي، في تلك الفترة كانت الاذاعة تعج بالعديد من الأسماء البارزة في مجال الفنون الاذاعية، بدءاً بالرائد محمود الشريف، محمود الشاهد، إحسان رمزي، صلاح خليفة، سعاد حسن، حيدر محمود، والرائد هاني صنوبر الذي آمن بموهبة بوناظم، ولأن هذا المبدع القطري يملك من ادوات النجاح الشيء الكثير، فثابر والنجومية لا تأتي من فراغ، بخلاف الموهبة، هناك الالتزام والاختيار والقدرة على مواصلة الأداء، وأن الفن رسالة وليس تهريجاً وضحكاً على الذقون من هنا، فإن بوناظم يشكل حالة فنية قطرية بجانب زملاء رحلته، غانم السليطي، صلاح الملا، عبدالله عبدالعزيز، فالح فايز، على ميرزا محمود وغيرهم، وكم كان صديقنا الشاعر بوبدر صادقاً وهو يقول "لابد وأن يتطلع الإنسان إلى ما وراء الافق" من هنا، فإن أخي بوناظم قد عبر المستحيل وهو ينظر دوماً إلى البعيد.