06 نوفمبر 2025
تسجيلحصان الاقتصاد يجر عربة التنمية. هذا كان كركاتور في أحد الصحف. وكان معبرا حيث يرى الحصان في محاولة لجر عربة التنمية الاقتصادية. والعسكر من الخلف يضعون أحمالهم الثقيلة على العربة. فيرتفع الحصان وهو يحاول أن يضع قدمه على الأرض . وثقل الأسلحة والذخائر يضغط على العربة من الخلف. فيرفع الحصان. فتصبح التنمية ضحية العسكر. وكان رسام الكريكاتير يقول لا تنمية مع العسكر. فعسكرة المجتمع تعني غياب التنمية. وهذا يعني تراجع عجلة التنمية. وارتفاع معدلات البطالة. وكلما سخنت الجبهة كلما بردت جبهة التنمية. وهذا ما تمر به الأمة. كلما زادت المشاحنات وارتفعت وتيرة الاقتتال خسرنا مشروعا آخر من مشاريع التنمية. ومع الوقت نرى تردي الأحوال. وتصاعد اليأس وارتفاع البأس. وتكون خلايا العنف لإيجاد مخرج. من هذا البؤس. وهكذا تصبح دورة تتغذى على نفسها. فمن عنف إلى عنف ومن اقتتال إلى اقتتال. وهكذا وفي هذه الدوامة لا يعود أحد يهتم بالتنمية. فتخيم أجواء الاضمحلال والركود. الركود الاقتصادي والركود الاجتماعي والثقافي. فتضمحل الأمة كما كانت قبل مائة سنة. من دون برامج سياسية واقتصادية ورؤى للمستقبل. لن يكون هناك تقدم أو تطور. مواضيع التطوير والتنمية والبحوث وغيرها. تحتاج ذهنية همها التقدم. والدفع بمحركات الأمة لكي تجري في حقول معينة. من العلوم والبحوث والتجارب والممارسات السوية. ولكن هذا لن ينشأ من تصرفات جماعات. لا ترى إلى ما ترى. وكل من لا يرى ما ترى فإنه كافر ومرتد. ويجب إزالته والقضاء عليه. من دون الحوار والجدل وتبادل الأفكار ومرونة العقول. لن يكون هناك جديد في العمل وفي التنفيذ. بل إن لغة التنمية والتجديد والتطوير قد لا تجد محلا لها في عالم كعالم داعش. أو قد تكون وسائل الإعلام قد تقبلت لنا صورة مشوهة عن داعش. إما أن نتوقع أن تكون لديهم رؤية لما بعد ما يقومون به. ماذا بعد كل هذا. هل سنرى تنمية أم ليس هناك للتنمية مكان. وماذا سيحل محل التنمية وهل هناك تصورات بالنسبة للاقتصاد والمالية والسياسات النقدية وأسواق المال والبورصات. أم يجب تدمير كل هذا لأنه لم يكن موجودا. ما هو الآليات والمكنزمات التي سيستخدمونها. ما هي السياسات والنظم. ما الإطار الذي سنعمل من خلاله. يجب أن يجيب على هذه الأسئلة كل من أراد أن يدخل مجال العمل العام. ما هي مؤهلاته ما هي قدراته. أم هو من يحكم على قدراته وإمكاناته. ما هي أفكاره وما مدى تقبل الناس لها. ومدى معرفته بمجالات العمل. ما هي خبرته وإنجازاته. ما مستواه التعليمي. اليوم ومن أجل وظيفة. تقوم المؤسسات بالتحري عن قدرة وإمكانات المتقدم للمنصب. ولكن في حال الفرق والميليشيات. لا يسأل أحد واليوم التالي يفتي بما لم يعلم. ولكنه لا يعلم فلا يعرف إلى أي مدى هو جانب الصواب. ولذلك من هم أفراد تلك الفرق. وكيف وصلوا لما وصلوا له. هل من خلال العنف والقتل. من هم خريجو حروب يصعب أن يندمجوا في الحياة المدنية. ولذلك يصعب عليهم بناء اقتصاد وآليات الدولة. وهذا ينطبق على كل عسكر استلم زمام الدولة. ولذلك فإن العسكر الذي استلم الدولة في جنوب أمريكا وفشل. سوف يفشل في المشرق العربي. وكل من كان مؤهله أنه حامل للسلاح. لا يصلح لأن يدير آليات دولة. وهذا معلمنا التاريخ. فعقلية العسكر تفتقد المرونة والقدرة على التعامل مع الجمهور والاقتصاد. لكثرة التغير وتوالي المطالب وتشعبها. وتلك حالة ليست بالموائمة للعسكر. الذي يتوقع أن تستمر الأحوال على ما هي عليه. ويتوقع أن يعطي الأوامر ويطاع. ليست الحياة المدنية للعسكر إلى فوضى يجب تطويعها. ويجب على كل مواطن السمع والطاعة. الاقتصاد ديناميكي والحياة أكثر حيوية من الاقتصاد. والتغيرات والتبدلات ومطالب الناس لا تقف. والعسكر لا يتقبل ذلك. ولذلك فإن نجاحهم في إدارة الحياة المدنية. مشكوك فيه ومجرد وقت قبل أن تزداد المطالب بإزالة العسكر عن السلطة. عقيدة العسكر الجامدة لا تستوي ورخاوة المتغيرات اليومية. ليست هناك حلول معدة ولا إجابات مسبقة. لمتغيرات الحياة اليومية وتقلباتها وتناقضاتها. لا تتماشى الحياة مع من دخل الحروب وخرج منها. وتتلمذ على العنف ومارسه ويرى فيه الحل من العراق والشام إلى الكنانة.