14 سبتمبر 2025
تسجيلعادة تسري روح جديدة في أفراد المجتمع خلال العيد، روح توقظ العلاقات الاجتماعية بصورة افضل مما كانت عليه قبله، وتجد الغالبية العظمى منا تسعى للتواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران، ولكن سرعان ما تتلاشى هذه الروح بعد ايام العيد، بل تتلاشى لدى كثير من الناس من الساعات التالية لمنتصف اليوم الاول، وتعود حالة الانقطاع للعلاقات الاجتماعية، فلماذا لا نحرص على دوام واستمرار التوهج لهذه العلاقات الاجتماعية طوال العام ؟. يفترض أن شهر رمضان الفضيل يمثل شحنة، ويمنح طاقة للافراد للاستمرار في الالتزام بكل ما هو ايجابي خلال الاشهر الاحد عشر التالية، ولكن الذي يحدث انه مع انقضاء آخر ساعة من نهار رمضان تبدأ الصور الاجتماعية والتكافلية والاسرية بالانحصار حتى تضمحل مع نهاية ايام العيد، لنعود الى السلوكيات غير السوية التي كنا نمارسها قبل رمضان، ومن ثم ’’ تعود حليمة الى عادتها القديمة ’’. تعودنا في رمضان على الانضباط الاخلاقي والسلوكي واللفظي، وتعودنا على البذل والعطاء، وتعودنا على التراحم والتواصل الاسري. . . ، فلماذا لا نعمل بهذه الاخلاقيات بعد شهر رمضان ؟. ليس من الصعب الالتزام بمثل ما كنا عليه خلال شهر رمضان اذا ما وجدت الهمة العالية، واذا ما وضعنا نصب اعيننا ان رب رمضان هو ذاته رب شوال وذي القعدة وذي الحجة. . ، واننا في رمضان لم نكن نعبد الشهر بذاته، انما نعبد رب رمضان، الذي يرانا في باقي الاشهر كذلك، يجب ان نكون ربانيين وليس رمضانيين. روح الاسرة الواحدة التي رفرفت علينا في شهر رمضان، وفي ايام العيد المباركة، لماذا لا تستمر ترفرف علينا في باقي الايام، ويكون التواصل بين الجار وجاره، وبين الاخ واخيه، والاهل والاقارب. . . ؟. الامر الآخر الذي اود الاشارة اليه هو الاتجاه الذي نسير فيه والمتمثل بالتحول نحو ما يعرف ب ’’المشاعر الالكترونية’’، واقصد بها تبادل التهاني عبر رسائل الهاتف النقال، وهو الامر الذي اوجد لدى شريحة كبيرة من الافراد مبررا لعدم القيام بزيارات الى الاهل والاقارب، والاكتفاء بالتهاني عبر ’’ المسجات ’’. هذه الظاهرة على الرغم من انني من اكثر الممارسين لها تعمق الفجوة بين الاهل والاخوة والاصدقاء، فعدم ملاقاة الاهل، وعدم المصافحة والحديث وجها لوجه. . يبعد اكثر، ويزيد التباعد بين الاهل والاصدقاء، وبالطبع فان المستفيد الاكبر من سياسة التهاني عبر ’’ المسجات ’’ هو كيوتل ! . الروح الاسرية والاخوية التي نعيشها هذه الايام وعشناها خلال شهر رمضان المبارك، نريد ان تستمر فينا، خلقا ومحبة والفة وتكاتفا. . . ، فمن يا ترى كان رمضانيا، ومن يا ترى كان ربانيا ؟.