14 سبتمبر 2025

تسجيل

مؤسّساتنا التعليميّة.. واستثمار أصحاب الخبرة 1 - 2

24 أغسطس 2022

(1) التعليم ركيزة مهمة وأساسية في التقدم الحضاري للدول.. ورؤيتنا الوطنية 2030 نصت على أهمية توفير مناخ التعليم الصائب الذي يقوم على التربية والتعليم معا من أجل خلق الجو الذي يساعد على توفير المنهج الحقيقي لقيادة المنظومة التي تؤسس لرؤية يتمناها الجميع نحو تعليم افضل ومرحلة جديدة تختلف عن الماضي. ومشكلة التعليم في فترات سابقة أنه كان يقوم على معايير تحيط بها التخبطات أحيانا دون وجود اي خبرات كان عليها أن تأخذ بالاسباب التي تسير بالتعليم نحو التقدم. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى أنه كان يتم أحيانا اختيار بعض قادة التطوير من أهل الخبرة على شكل غير مدروس.. كما كانت العملية في بعض الأوقات تقوم على تعيين الأقارب في نفس الإدارة دون أي معايير سليمة تقوم على جانب الخبرة.. وهذا الشيء كانت تعاني منه أغلب دول المنطقة التي كانت لا تهيئ لأفراد المجتمع المنظومة التي تقوم على الامانة في رسم خطط المناهج التعليمية. ولهذا كان الكثير من طلاب المدارس والجامعات يعانون الملل في مناهج التعليم بسبب وجود عامل التلقين والحفظ بشكل أساسي دون وجود أي حافز للتفكير الناقد.. هذا إذا علمنا أيضا بأن غالبية من يقوم بعملية التدريس لا يمتلك الخبرة المطلوبة بسبب المؤهل العلمي المتوفر في تلك الأيام رغم وجود قلة من المخلصين في العملية الشاقة للتعليم. (2) ولعل ضعف عامل تقطير الوظائف أيضا كان من الأسباب التي خلقت جانب عدم التطوير والحرص على بناء المجتمع بالشكل الذي نريده في تلك الأيام بالرغم من اطلاق البعض على تلك الأيام بالفترة الزاهرة للتعليم خاصة مع قدوم العديد من الخبرات العربية التي قدمت إلينا بحثا عن الوظائف. وكان يفترض أن يمنح الكادر الوطني الفرصة في قيادة بعض الإدارات التعليمية إلا أن هذا الشيء لم يتم بالشكل الصحيح.. فكان التعليم ينقصه هذا الجانب المهم من جوانب الارتقاء بمنظومتنا التعليمية بسبب قلة العنصر الوطني الذي هو بمثابة ركيزة بناء للمجتمع سواء كان ذلك على مستوى مديري أو أساتذة المدارس أو على مستوى رئاسة الجامعات.. حيث لم يتم الالتفات لتقطير الوظائف إلا مع فترة السبعينيات من القرن الماضي. (3) نعود إلى أصحاب الخبرة فنقول: بأن العامل الملاحظ على بعض مؤسساتنا التربوية والتعليمية هو غياب اصحاب الخبرة والتعامل معها في إدارة مؤسساتنا خاصة إذا علمنا بأن ضعف الأداء أصبح بسبب عدم الاستفادة من هؤلاء.. سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ولعل السؤال المهم الذي يطرح نفسه اليوم: أن من يخطط للتعليم هم اصحاب الخبرات.. ولكن في هذه الأيام لا يتم تطبيق معايير الجودة من ناحية عملية التفاعل بين الفرد من ناحية وبين الظروف الخارجية داخل المجتمع المستجيب له من ناحية أخرى.. سواء كان هذا المجتمع طبيعيا أو نفسيا أو فكريا. (4) كلمة أخيرة: الاستثمار في الكوادر الوطنية بمجال التعليم عملية في غاية الأهمية من أجل رسم إستراتيجية هادفة للارتقاء بتنمية المجتمع وتحقيق رؤية مختلفة عن الواقع المعاش. ‏[email protected]